+ A
A -
سعود وعبدالله,
صديقا طفولة ودراسة ، فرقهما الزمان.
سعود اختار الوظيفة ،
وعبدالله اختار التجارة الحرة.
التقيا صدفة في عرس صديق قديم مشترك لهما بعد فراق دام أكثر من عشرين سنة.
نظر سعود من بعيد إلى عبدالله ،
ونظر عبدالله من بعيد إلى سعود ،
مسح سعود نظارته السميكة ثم أعادها إلى عينيه ليتأكد مما رآه ، هل هذا فعلا عبدالله صديقه القديم ؟
بينما عبدالله كان قد وصل إليه أثناء مسح النظارة .
قال عبدالله :
كبرت يا سعود وأصبحت لا ترى إلى من خلال النظارة الممسوحة ؟
قال سعود :
أنت عبدالله ، صديق الطفولة المتمرد على كل شيء .
تسالما ، وتعانقا ،
وبعد السؤال الموجز عن الحال والأحوال، ودع كل منهما الآخر بنظرة أخيرة ، ثم غابا عن بعضهما البعض في زحمة العرس .
سعود رجل مكافح واقعي ، أكمل الدراسة كلها ، ثم عمل في وظيفة ، حرق نفسه من أجلها ، ثم تزوج وأسس عائلة ، نذر نفسه لها ، فظل طوال مراحل حياته كلها مقيدا ...
في أولها بالدراسة ، وفي أوسطها بالوظيفة ، وفي آخرها بالأسرة .
بينما عبدالله ترك الدراسة وعمل بالتجارة الحرة ، ورفض الزواج أبدا وعاش لنفسه .
فهو حر في أول حياته ، حر في أوسطها ، حر في آخرها .
حين افترقا منذ عشرين سنة ، كان عمرهما متساويا تماما ، خمس وعشرون سنة .
وحين التقيا بعد عشرين سنة فراق ...
كان عمر سعود ستين سنة .
وكان عمر عبدالله ثلاثين سنة .

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
26/03/2017
3339