+ A
A -

أكتب من قلبي ليدخل إلى قلوبكم، منه أنشره في الوطن، ومنه في الفيس بوك.
اسمحوا لي أن أتحدث عن سيدة تستحق تمثالا هي وأمثالها، وقد مضى عيد الأم.. وأقترح مسمى جديدا هو عيد الزوجة فهذه السيدة أوحت بهذا البوح وأنا على فراش المرض.
منذ زواجهما قبل أكثر من أربعة عقود ومنذ اليوم الأول، كانت تقف على الشرفة في انتظاره حين يعود من عمله، حتى ولو بعد منتصف الليل.
لم تغلق شفتيها على مبسميها ما دام موجودا في المنزل،
تمشي على جرحها إذا ما طلب منها أمرا،
كل ما بينه وبينها كان بين أربعة جدران
ومهما اعترى حياتهما من هنات لم تنقله إلى أخت أو أم أو أب أو صديقة، وكانت بعد لأي تنقله له تسأله عن حل فيبتسم ويقبلها، تسامحه من قلبها وتقول: لقد غفرت ونسيت وقليلا ما تنسى النساء!!
وحين تهيأت لها الفرصة للاعتناء بأحد والديه قامت بالاعتناء بوالدته حق العناية، من حمام وكساء وتقليم أظافر القدمين واليدين فاستحقت رضاها.
لم يعد يوما لبيته إلا ووجد الحمام والغداء والعشاء جاهزا.
وحين أصابه مرض ألزمه الفراش ثلاثة أشهر كانت هي ممرضته وزوجته وونيسته تنقله إلى الحمام وتطعمه بيدها وتنظف جرحه، تقرأ له الصحف، وتكتب ما يملي لها من شعر في إنسانيتها وينام على حضنها بهدوء.
وحين يراها حزينة يدخل إلى مرسمها
فيسألها عن الخطوط الحزينة في بعض رسومها فتقول أعبر فيها عن حزني حين تغضبني!!
وحين أواجه الصعاب وأنت بعيد عني..
فلم أنقل حزنا لأحد غير ريشتي، وقلم الرصاص والمساحة البيضاء من الأوراق.
أنجبت منه بنين وبنات وأمامها ما جاء في سورة الكهف «صلاح الوالدين» ليحظى الأبناء بالفلاح
ألا تستحق هذه الزوجة أن نرفع لها القبعة والعقال.
أما من كانت على نقيض ذلك ولا تحترم أسرار زوجها وتبث عجزه وضعفه وقلة حيلته بين أهلها وتعود للمنزل بعد عودته ولا تشم لها رائحة ودام ولا تحترم له أما ولا أبا ولا أختا ولا أخا، فهذه تحتاج إلى درس في فن الزوجية، وإن لم تصلح، فلا يفل الحديد إلا الحديد...
والله من وراء القصد
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
25/03/2017
2000