+ A
A -
في جلسة جمعتنا مع ثلة من الإخوة الأحباب الأعزاء التربويين من قريب منهم الحبيب الأستاذ يوسف عبدالله المهندي، والأستاذ الغالي علي جاسم الكواري، والكاتب الصحفي والتربوي راشد العودة الفضلي، ودار الحديث عن المغفور له إن شاء الله التربوي ومعلم الخير والمثال والكفاءة الشابة عبد العزيز عبدالله الذي رحل عن دنيانا من قريب رحمة الله عليه نجمع سيرته الذاتية والمحطات المهنية البارزة في مسيرته التعليمية وقد ذكر الإخوة معلومات ثرية ومواقف جليلة للعزيز عبد العزيز بوعبدالله وكفاءته وجديته وحزمه وفي الحقيقة ما سمعته يعد شيئا نادر الحدوث وهذا الإيثار من الإخوة بتقصي تفاصيل حياته المهنية بهذه الدقة وسرد مواقف الرجل المشرفة أعتبره درجة عالية من الود والاهتمام بأمره وتاريخه المهني وأعدها مشاعر تتخطى حدود الزمالة بل تصل إلى الرقي الحضاري والإنساني الذي يعكس روعة هؤلاء الإخوة وروعة العزيز الذي كان مسؤولاً في إطار حضاري وإنساني.
يقول عنه صديقه عادل يحيى أحد الكفاءات الممتازة التي عملت في التعليم وقد زامله فترة طويلة: أحس بغصة وألم عندما أتذكر رحيله عنا لأنه إنسان يفيض بكل معاني الرقة والأخوة الحقيقية وليست المزيفة، رائع بإنسانيته وأخلاقه وأدبه الجم والتزامه بواجباته وحبه للناس، إنسان صادق جاد متقن لعمله، كان بوعبدالله يتسم بالشدة والصرامة في الحق ويتصف بالحنان بالشفقة المتناهية في نفس الوقت، أقول هذا حصيلة معايشتي معه منذ عام 2003 إلى أن توفاه الله، نعم كان حازماً في قراراته ولكنه رؤوم حنون في سلوكياته، كان يقول (إن الإدارة بلا حزم تؤدي إلى تسيّب خطر وإن الحزم بلا رحمة يؤدي إلى طغيان أشد خطورة وظلم) كان يعنى بالطابور الصباحي وتحية العلم والتفتيش على النظافة العامة، وتحصيل الطلبة ومتابعتهم عن قرب، كان مختلفاً لا يشبه غيره ولكل مدير طريقته، كان يشع اشعاعاً لا يخطئه أحد في غرفة الدراسة وفي ممرات المدرسة وفي كل موقع شغله، إن وجود المدير الحازم ضروري وبدونه ينهار الانضباط المدرسي! كانت له فلسفة مغايرة لنظريات الخبراء التربويين وفلسفاتهم! إن فترة العمل مع الفقيد كانت غنية بلا حدود تركت آثاراً وبصمات في نفسي لا تمحى، عرفت من خلال المعايشة أن فن الإدارة موهبة خصّ بها البعض دون البعض الآخر، وهناك الكثير اليوم ممن لا يستحقون أن يحملوا مسؤولية القيادة يتوسدوها! علماً أنها أمانة، خزي وندامة يوم القيامة! وليست مجرد وجاهة وعلاوة وكان الله بالسر عليماً! كان بوعبدالله يعمل بحماسة والكل يساهم بحماسة معه والذين كان يعتبرهم نشازا وغير ملتزمين بالدوام والجدية في العمل تخلص منهم بطريقته فاستقام الوضع، كم واجه الفقيد من تحديات ومعوقات وضغوطات وصدامات! تعلم منها أن التحديات تولد القدرات وأن لا حياة تعليمية بدون تنظيم، رحم الله الفقيد والصديق عبد العزيز عبدالله أمين رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
24/03/2017
3221