+ A
A -
من المُتوقع قريباً، أن تجرى الانتخابات الداخلية في حزب العمل «الإسرائيلي» الذي يتزعم المعارضة لحكومة نتانياهو تحت عنوان «المعسكر الصهيوني» ومعه بعض الأحزاب المحسوبة على ألوان ما يسمى بـ «اليسار الصهيوني».
حزب العمل «الإسرائيلي»، هو الحزب التاريخي المؤسس للدولة العبرية على أنقاض الكيان الوطني والقومي للشعب العربي الفلسطيني، والقائد الفعلي والعملي للحركة الصهيونية حتى العام 1974 حين خرج لأول مرة من قيادة الحكومة في «إسرائيل» لصالح مجموعة التكتل (حزب الليكود المُتأتي عن حزب حيروت) بعد أن تراجع في الانتخابات التشريعية حينئذ.
الانتخابات الداخلية في حزب العمل «الإسرائيلي»، يتوقع لها أن تأتي برئيسٍ جديد للحزب خلفاً لـ (اسحق هيرتزوغ) الموصوف باعتداله الحالي داخل الخريطة السياسية «الإسرائيلية». وتُشير وتتوقع المصادر «الإسرائيلية» المُطلعة أن خليفة (إسحق هيرتزوغ) وصاحب النصيب الأوفر، سيكون على الأرجح (عومر بارليف)، حيث يتنافس (بارليف) في انتخابات رئاسة الحزب مع كلٍ من عضو الكنيست (أريل مرغليت)، ورئيس الحزب الأسبق اليهودي المغربي الأصل (عمير بيريتس)، ووزير حماية البيئة السابق (آفي غاباي).
(عومر بارليف) شخص سياسي في «إسرائيل» معروف بدعواته وتأييده الكامل لحل الدولتين انطلاقاً من قناعاته التي تقول «إن حل الدولة الواحدة وضم الضفة الغربية يعني نهاية الصهيونية، التي هدفها إقامة دولة ديمقراطية مع أغلبية يهودية واضحة وصارخة». وزاد (عومر بارليف) أكثر حين قال قبل أيامٍ في حوار سياسي مع القناة العبرية الثانية «أن نتانياهو وحزب الليكود وتحالف اليمين في إسرائيل يَسعون لضم الضفة الغربية، وبالتالي في تحويل حال سكانها إلى مجموعات سكانية محصورة في بانتوستانات كبيرة، وبالتالي إعادة إنتاج أبارتهايد جديد داخل كيان الدولة اليهودية». وهنا إنَّ غيرة (عومر بارليف) ليست على الفلسطينيين بمقدار ماهي دفاع عن «يهودية إسرائيل» كدولة يهودية صافية تقريباً.
إن انتخابات حزب العمل «الإسرائيلي»، تأتي في ظل المد اليميني المُتطرف والكاسح في الدولة العبرية الصهيونية، وقد اختلفت نتائج استطلاعين للرأي العام «الإسرائيلي»، نُشرت نتائجهما تباعاً الأسبوع الماضي، حيث أفَضَت خلاصة النتائج المنشورة بالإشارة القاطعة لتراجع قوة وحضور مايسمى بـ «أحزاب اليسار» الصهيوني وعلى رأسها حزب العمل، مقابل تعاظم قوة اليمين الاستيطاني واضمحلال «اليسار».
فقد أشار استطلاع الإذاعة «الإسرائيلية» (ريشت بيت)، إلى هبوط حظوظ المعسكر الصهيوني (المعارضة التي يتزعمها حزب العمل) في أي انتخابات تشريعية قادمة، من (14) إلى (12) مقعداً في الكنيست، فيما هبط في استطلاع القناة الثانية إلى (11) مقعداً فقط، ليتراجع من المرتبة الثانية إلى الخامسة، أي بعد حزب (يش عتيد) وحزب (البيت اليهودي) و(القائمة المشتركة) العربية الفلسطينية داخل حدود العام 1948.
إن نتائج الاستطلاعين، تشي بأن ائتلاف بنيامين نتانياهو سيحافظ على قوته مع (67) مقعداً في الكنيست الحالي، مع هبوط طفيف لليكود من (30) إلى (26) مقعداً، وارتفاع حضور حزب البيت اليهودي من (8) إلى (13) مقعداً في أي انتخابات تشريعية قادمة.
ولو صدقت تلك الاستطلاعات فإن «اليسار» الصهيوني بكل أحزابه وألوانه، وبزعامة حزب العمل سيحصل على 41 مقعداً فقط من أصل الــ (120) مقعداً في الكنيست، وبالتالي فإن فرصتة وحظوظه في قيادته للدولة العبرية الصهيونية بعد الانتخابات الـ (21) القادمة للكنيست متواضعة جداً، وهو ما سيُعَقِّد من مسار عملية التسوية المأزومة أصلاً.

بقلم : علي بدوان
copy short url   نسخ
24/03/2017
3687