+ A
A -
ما زلنا نعيش أجواء الإعداد للمشاركة في مسابقة تحدي القراءة التي ستقام في دبي، ومازالت المدارس في سباق مع الوقت لتصفية من سيتأهل لها من الطلاب، والطالبات، ومن الجميل أن أتيحت لي فرصة المشاركة في لجنة التحكيم الخاصة بتصفية الطالبات المشاركات في المسابقة من مدرسة الخور الإعدادية للبنات، والتعرف عن قرب على الجنود المجهولين خلف هذا المجهود الرائع من مدرسات، وإدارة. وقد لمست كيف تقوم مدرسة اللغة العربية المسؤولة عن كل ذلك بمجهودات مضاعفة بجانب واجباتها الوظيفية اليومية، وكيف تقوم إدارة المدرسة بالتنظيم، والتنسيق، وتوفير كل ما يُحتَاجُ إليه لإنجاح هذا الأمر، والتعامل معه بجدية رغبة في إتمامه على أكمل وجه، والخروج فعلياً بالمتميزات اللاتي من الممكن أن يشاركن باسم قطر، ويصلن إلى النهائي. كما رأيت الجهد الذي قامت به الطالبات المشاركات لإنجاز قراءة، وتلخيص خمسين كتاباً في وقت يعد قصيراً بالنسبة لهذا العدد من الكتب.
لا شك أن فوز طالب من قطر في مسابقة كهذه أمر يدعو إلى الفخر كونها مسابقة من أَقيم، وأهم المسابقات في عالمنا العربي، ولا أبالغ حين أقول إنها قد تكون مؤشراً على حجم التوجه الثقافي، والمسار التعليمي للدول المشاركة.
من هنا أشكر مدرسة الخور الإعدادية للبنات، وكل مدرسة في قطر تعاملت مع هذه المسابقة بجدية، وأمانة واستطاعت أن توجه، وتشجع طلابها على قبول هذا التحدي والمشاركة فيه، فهذا هو الدور الذي ننتظره دوماً من المؤسسات التعليمية التي تعد حجر أساس في بناء كل دولة. باعتقادي هذا ما جعل إدارة المسابقة تخصص جائزة مالية للمدارس أيضا.
حقيقة ما كنت لأرى كل هذه الجهود إلا من خلال إشراكي في هذا التحكيم من منطلق حرص المدرسة على إشراك أولياء الأمور فيما يستطيعون تقديمه من خبرات، وخدمات كنوع من الشراكة التعليمية. قمنا به وعدد من المدرسات الفاضلات المميزات بثقافتهن الواسعة وحبهن للعربية، والقراءة.. عن طريق مناقشة الفتيات المشاركات حسب المعايير المتبعة في هذه المسابقة، مع احتساب النقاط لكل مشاركة. الرائع في هذا التحدي أنه كشف لنا خلال المناقشة جوانب شخصية إبداعية لدى المشتركات فاجأت مدرساتهن أنفسهن، وكشفت لنا وجهاً جميلاً آخر لعقلية فتياتنا العربيات إذا ما وجدن الاهتمام، والتوجيه للقراءة والثقافة منذ الصغر. هنا تتضح أهمية هذه المسابقات الجادة التي تحرك الجهود والطاقات الراكدة، وتمنح التشجيع اللازم للمضي في اكتشاف قدر ما نمتلكه من ثروات إبداعية، خاصة أننا نحن العرب من أكثر الأمم التي تملك المبدعين، ومن أكثر الأمم التي تقضي على الإبداع وتئده في مهده بمعنى أننا نعاني من جاهلية متأصلة بكل ما يتصل بالإبداع، واستثمار الطاقات البشرية.
تمنياتنا بالتوفيق والمركز الأول لطلاب قطر الحبيبة.
بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
21/03/2017
5183