+ A
A -
الأم حروفها قليلة ولكنها تحمل من المعاني الكثير.. مهما ترجمت بالقواميس لن تجد لها ما يستحقها من كلمات..
حاولت أن أمتنع عن الكتابة ولكن حبها وعشقها حال دون ذلك كيف لا أكتب لأمي رحمها الله المدرسة التي تعلمت بها ونهلت منها كل ما أحتاج إليه في حياتي.. وما تعلمته منها لم أجده في أي مدرسة ولا جامعة ولا كتاب قرأته بل تعلمته من نظرة عينيها الحانيتين رحمها الله وغفر لها.. الحنان الذي لن تجده مهما حاول الشخص أن يتحلى ويتظاهر به لكنه كان مرتبطاً بها وبشخصها الحنان والأمان والعطاء والراحة وكل الصفات النبيلة.. أفتخر دوماً وأبداً لانتمائي لها ولن يجف قلمي من الكتابة عنها.. أمي قدرك أكبر من مجرد كلمات يخطها قلمي المتواضع لكي ولكنك أميرة قلبي المتربعة... أمي مازلت أستشعر وجودك بحياتي وكأنكِ مازلتِ على قيد الحياة رحمك الله.. لست وحدي بل كل من عرفكِ وجلس بمجلسك..
أمي كانت شخصية نادرة ذات قلب كبير مليء بكل معاني الحبّ والعطاء والحنان والتّضحية، كانت كالنهر الذي لا ينضب ولا يجف ولا يتعب من الاندفاق ومازال نهر عطائها جارياً حتى اليوم بما وهبتنا ببعض من صفاتها أنا وإخوتي، كانت متدفّقة دائماً بالكثير من العطف الذي لا ينتهي، كانت الصّدر الحنون الذي تلقي عليه رأسك وتشكو إليه همومك ومتاعبك ولا تتعب من الاستماع لنا ولغيرنا من العائلة والقريب والغريب كانت تعطي ولا تنتظر أن تأخذ مقابل عطائها ومهما حاولت لن أوفيها حقها في الوصف، ولن أستطيع أن أرد جميلها علي وعلى تربيتي وعلى عطفها على أولادي ولو بقدر ذرة صغيرة.. فهي سبب وجودي على هذه الحياة، وهي سبب نجاحي، وهي التي أعطتني الكثير من صحّتها لأكبر، كانت عوناً لي بدنيتي وهي التي ببركة دعائها ستدخلني الجنّة.. رحلت جنتي وفقدت معها كل شيء ولكن ظل بريق عملها ونقاء روحها يحيطني.. أمي كانت كالجبل الراسخ بالعطاء لن تنضب أبد الدهر لأن أعمالها بالأعماق خالدة لكل من عرفها، شهادتي بها مجروحة ولكنها حقيقة سطرها تاريخ العائلة.. أمي يا سيدتي وسيدة كوني جمعني الله بك بالفردوس الأعلى بالجنة ومع إخوتي وأخواتي.
قدر الأم كبير ليس مجرد كلمات نتباهى بها هنا وهناك..
فقد أتى رجلٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: إني أشتَهي الجهادَ ولا أقدِرُ عليه، قال: هل بقِي مِن والدَيكَ أحَدٌ؟ قال: أُمِّي، قال: فأبلِ اللهَ في بِرِّها، فإذا فعَلتَ ذلك فأنتَ حاجٌّ ومعتمرٌ ومجاهدٌ، فإذا رَضِيَتْ عنكَ أمُّكَ فاتقِ اللهَ وبِرَّها.
أمي بعض مما تعلمت منك...
الأم أجمل رواية نعيشها ولا ندقق بفصولها وأحداثها إلا عندما تتوقف وترحل..
أجمل ما تعلمته في حياتي وأنا في حضن أمي الدافئ الحنون..
أعظم الأمان كانت في نظرة الأمان في عينيها وفي لمسة يديها..
في فقدك أمي كلما حالت ذكراك في مخيلتي انبعثت معها روائح الطيب والعود والمسك والورد..
أرق الألحان وأعذب الموسيقى تعزف من صدى صوت قلبك من الرقة التي ما زلت أستشعرها وأرغب بالنوم عليها.. وأكثر ما أفتقده هو الهروب لكي ولصوتك الهادئ الحنون في ضعفي وحاجتي لك التي لم تنته ولن تتوقف للشوق والدعاء لكي.. رحمك الله رحمة واسعة تغنيك عن كل دعاء رحمك الله برحماته التي لا تعد ولا تحصى..
تلك بعض كلمات وليست سيرة أو قصة عن أمي.. هي فقط السيدة التي تستحق كل الاحترام والحب والتقدير عفواً لكل أخت وأم بحياتي.. لا تلوموني ليس هناك من يشبه أمي.. كل عام وجميع الأمهات بخير وصحة وسعادة.

نصيحة
لكل من أمه على قيد الحياة اغمرها بالحب والحنان والعطف والمودة فأنت بنعمة غافل عنها.
بقلم: إيمان عبدالعزيز آل إسحاق
copy short url   نسخ
21/03/2017
6457