+ A
A -
سامح الله زميلنا عبدالله الملا الذي يعد من كبار الاستشاريين القدامى في التعليم، حظيت بلقائه من قريب وتحدث معي عن مآثر صديقنا وحبيبنا الأستاذ عبد العزيز عبدالله أمين ـ رحمة الله عليه ـ وذكره بالخير لأنه من طينة طيبة، رجل عاش للتعليم والتربية كله حكمة وعقل ودراية وفن في الإدارة، أحسن فهمها وأبدع فيها، كان يتابع كل صغيرة وكبيرة يدون الملاحظات ويأخذ بها بطريقته، كان بقلبه وعقله مع طلابه ومدرسته، وأكثر من مدحه، خاصة تلك اللحظات التي كنا نجتمع فيها لنأنس بأحاديث طيبة ومسامرة شائقة في شؤون التربية والتعليم، غلبنا البكاء فأسلمت نفسي إليه، بعد خروجه من عندي! إن الموت طريق كلنا ماشين على نفس الطريق ـ كما تقول الباحثة الجادة شيخة ربيعة ـ ولكن نحن نقول أن الصديق الحبيب بوعبدالله تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته غير لو يغيب عمره ما يغيب لأن أحبابه يطرونه ويثنون عليه ويدعون له دائماً وأبداً، والناس شهود الله في أرضه، لأنه كان يعامل الآخرين بالتقدير والاحترام والثقة والحب لأنه كان يمتلك الكفاءة والثقة المطلقة التي تمده بالقوة التي تجعله قادراً على مواجهة تحديات الحياة ومنغصات العمل وإشكالات الدنيا، فكره في التعليم خصب، واطلاعه في الشأن العام واسع، ومنطقه سليم، وإيمانه بإتقان العمل مهما صغر صادق، وعاطفته نبيلة، لا يكذب ولا يجامل، يتعامل مع الناس على سجيته لا يتخلص ولا يتملص من أحد لجأ إليه.
ذكرياتنا مع الفقيد عبد العزيز كثيرة ومواقفه معنا عديدة نسيت بعضها! ذكرني بها صديقه وصديقي من الآن عبدالله الملا، الذي يحمل له ومعه من الحب والذكريات الكثير، تحدثنا مع الملا، في الأحوال والأهوال وغرائب الخيال، تحدثنا عن الأزمان والخلان والرمان وجمال حوريات الشيشان، والأتراك والبازار والعقارات والرحلات والسفرات، واكتشفت أنه يفوقني خيالاً وهمة ورغبة ودفعة ودفقة واحترافاً، وعرفت أنه يحب الجمال الطبيعي غير المصطنع أو المتصنع من أدناه وأقصاه، وشكله سار في أرض الله شرقها وغربها ويحمل في ذاكرته ما شاء الله عليها من الأحداث والوقائع الكثير، رحم الله عبد العزيز عبدالله أمين رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته جمعنا في الدنيا في حياته واجتمعنا سوية مع أحبابه بعد مماته وذكرناه بالخير ـ رحمة الله عليه ـ وأسعد الله أخينا عبدالله الملا الذي أسعدنا بطلته علينا وبحديثه الماتع عن العزيز عبد العزيز عبدالله أمين وذكرياته الجميلة معه، عبدالله الملا حديثه ماتع وسره باتع جاوز في غرابته الخيال.
حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
19/03/2017
2862