+ A
A -
قال وهو يشفط من دخان سيجاره الكوبي، منشكحا على كرسي دوار، تم تجميع عيدانه من خيزران غابات الأمازون، وجلده ثم سلخة من تماسيح استراليا:
أيها الفقراء..
إن جلوسكم على الكراسي رفاهية محرمة،
فبدل أن تشتروا كرسيا بعشرة دولارات، تستطيعون أن تشتروا بهذه العشرة مائة كيس خبر بغموسها.
بدل أن تشتروا كرسيا لتجلسوا عليه، تستطيعون أن تشتروا بثمنه مكينة خياطة تخيطون بها ملابسكم وتستثمرونها مع زبائنكم.
بدل أن تشتروا كرسيا، اشتروا سنارة صيد سمك، ليكون عشاؤكم وغدائكم منها، وهل هناك ألذ أو أغلى من أكلة السمك؟!
ما العيب في الجلوس على الأرض؟
حتى إنه صحي أكثر،
وحميمي أكثر،
ومفيد رياضيا لأبعد حد،
فأنت حين تقوم من الأرض تبذل جهدا أكبر من أن تقوم من الكرسي، وهو ما يعني حرقا أكثر للسعرات الحرارية الضارة.
الجلوس على الأرض من صفات الأنبياء والصالحين.
هل سمعتم أن خير البشر محمد بن عبدالله عليه السلام جلس على كرسي؟
هل سمعتم أن ابراهيم أو عيسى أو موسى أو حتى آدم جلس على كرسي؟
بل إن استغناءكم عن الكراسي يمنحكم مساحة أكبر في بيوتكم، والسعة في المنزل من أهم أسباب راحة النفس كما قال الأطباء.
حين تتعودون الجلوس على الكراسي، فإنكم لن تستطيعوا الاستغناء عنها، وستدمنوا عليها، ومن طبيعة الكراسي أنها سريعة الكسر كثيرة الاستهلاك، مما يعني أيضا أن نصف دخلكم سيذهب لشراء أو لتصليح الكراسي.
قالوا من قبل:
أشعل شمعه بدل أن تلعن الظلام.
وأنا أقول:
بع كرسيا بدل أن تشتكي الجوع.

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
19/03/2017
3789