+ A
A -

أم العروسة فيلم مصري قديم، وأم العروسة مثل مصري من التراث الشعبي عندهم، يضرب للخريط! عندما تزعم أم العروسة، أنها مشغولة، ورايحة وجاية، تعد الولائم، وتجهز للفرح، وتستقبل المعازيم وترحب بالصغير والكبير، وتزعم أنها مشغولة بتوجيه ابنتها لتكون زوجة صالحة مطيعة لزوجها، وأنها مثل الدينامو في ليلة العرس في كل مكان! وأنها تدير الفرح وما فيه من مرح بفن واقتدار! وتمهد الطريق وتعد الأباريق! وتدير ليلة الحناء بشكل بناء! وتجمع النقوط حتى تسلم ابنتها من السقوط! وكلها مزاعم لا أصل لها! وخريط مجمّع تعال وتسمّع ـ كما يقول المثل الخليجي ـ! في الأصل أم العروسة لا تعمل شيئاً! وفاضية عمل! لأن كل اللي حواليها يساعدونها ويخففوا الحمل عنها، من تجهيزات وغيرها! وأنها تدعي وتزعم أنها لا تجد وقتاً للراحة! وكله غير صحيح!!
فيلم أو مثل أم العروسة يمكن تحميله اليوم على واقعنا الأسري وواقعنا الإداري!! هي تدعي عبر الفضائيات أنها حريصة على استقرار الأسرة وتماسكها وصنع حياة جديدة مع زوجها تنبض بالحياة! وهي في حقيقتها صخرة صماء معه حطها السيل من عل لتكتم على أنفاسه! وتقتل إحساسه! لا تشعر به ولا تبادله المشاعر رغم أنها تشاركه غرفة واحدة! لكنها لا تبش ولا تنش ولا تعطيه وجها! تزعم في الفضائيات أمام المشاهدين أن زوجها قرة عينها! ونورها! وحلمها الأول والدائم والمستديم ولا تستطيع فراقه وهي في حقيقتها كالصخرة الصماء التي لا تشعر بالكلام ولا بالغرام ولا بالخدش! أو الحركة!
بعض النساء يتمثلن أمام الناس النجاحات الوهمية وهن في حقيقتهن تعيسات، وما ينطبق على النساء ينطبق على بعض الرجال المحبطين الذين يواجهون في حياتهم التحسر والندم!! وكم من مسؤول مفروض على المرؤوسين كإمامة الغصب! لا يعرف شيئاً ولا يتقن شيئاً ولا يدير شيئاً! ويدعي أمام المسؤولين الأعلى منه أنه وأنه وأنه مشغول بمهامه ومسؤولياته واتخاذ ما يلزم في قسمه أو إدارته أو وزارته أو قطاعه وهو لا يداوم! كثير السفر والغياب! دون حسنات تذكر! يتقرب إلى المسؤولين تزلفاً لا حباً فيهم أو للعمل بل لتحقيق مصالحه الوقتية! يضر ولا ينفع! ـ وإن كان النافع هو الله ـ تتحكم فيه أهواؤه ومزاجه وانفعالاته! لا يتوسط في معروف! محرض على المنكر! وينبش في المشاكل ليدق الأسافين بين الزملاء! يفسد ولا يصلح! يضر ولا ينفع! أم العروسة تشتكي واقع الحال وأنها تتحمل الأهوال والأحمال وتتحلى بصبر الجمال وقوة البغال وهذا محال!! لأنها تقف متفرجة وأحيانا متعجرفة!! وهكذا حال بعض ربعنا من المسؤولين من الجنسين يدعون أنهم سبقوا زمانهم! ورسموا خريطة الطريق! وأول من هيؤوا التربة! وبذروا البذرة! وغرسوا الشتلة! وبلغوا الهدف! وهم في حقيقتهم نصابون أفّاكون محتالون زاملت بعضهم وعايشت بعضهم! وفي الميزان لا يعدلون وزن ذبابة! ونصيحتي لأحبتي لا تقتدوا بهم ولا تسلكوا مسلكهم وسبيلهم لأنهم إلى الخريط أقرب منه إلى الصدق في القول والعمل!!! حالهم كحال أم العروسة! أصلحهم الله! أضاعوا الحق لأنهم لا يعرفون طريق الحق! ولن أزيد في الكلام لأنكم تعرفونه ـ مثلي والحبل مثني! ـ مثل خليجي كان يردده عمي والد زوجتي بو جاسم رحمة الله عليه وأسكنه فسيح جناته.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
18/03/2017
3521