+ A
A -
أنا وأنتَ قد لا نتفاهم، لكننا لا نتخاصم. قد نتفق أنا وأنتَ وقد نختلف، لكن اختلافَنا لا يُفسِد للاحترام قضية.
المبدأ في حياتي أن أَتركَ مسافةً بيننا أنا والآخَر، هذه المسافة أسميها مسافةَ الاحترام، بِغَضّ النظر عن هوية الآخَر (الآخَرين) وبِغَضّ النظر عن طبيعة العلاقة التي تَجْمعني بهذا الآخَر.
حضور مسافة الاحترام يَرْفَعُك في عيون مَن هُمْ حولك. لكن غيابَ مسافة الاحترام قد يَجعل أيّ نكرةٍ يتطاوَل عليك ويَتَجَرَّأُ.
حين يَسقط ثوبُ الاحترام عند رصيفِ أول مشكلة، سَتَجِدُ الشيطانَ أمامك يتسلل إليك من بابِ غضبك..
في لحظات الغضب يُعَزُّ المرء أو يهان. لذلك لا تَسقط في الامتحان، ولا تُصْدِر أيّ رَدّ فعل وأنت في حالة غضب كما عليك ألا تتخذَ أي قرار وأنتَ غاضب، لأنه قد يكون أسوأ قرار اتخذتَه في حياتك لتَندم عليه بعد فوات الأوان، تَندم عليه ما تَبَقَّى من عمرك.
الغضب دخان يَحجب النيران التي تَأخذ صورةَ الحفل الذي يَرقص فيه الشيطانُ منتصرا لسيطرته عليك إلى الحدّ الذي تَفقد أنتَ فيه التحكُّمَ في قيادة نفسك، ولذلك يُخْبِرنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم مُوَجِّها: «ليس الشديد بالصُّرَعَةِ، إنما الشديد الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عند الغضب». والمقصود بـ «الصُّرَعة» الذي يَصرع الناس ويَغلبهم.
أنتَ سَيِّدُ نفسِك بقدر ما تتحكم في غضبك وتلجم لسانَه. وأنتَ تَبْني بينك وبين الغضب جدارا بقدر ما تَترك من مسافةِ احترامٍ، فهذه المسافة تَحُولُ دون تمدد رمال الغضب المتحركة.
أول شيء أحرص على ترسيخه في علاقاتي هو أن أُعَوِّدَ الآخرين على رسم خط مستقيم لا يخرج عن مسافة الاحترام التي أسعى جاهدة إلى مَدِّها، وبهذا أتجاوز كُلَّ الصراعات المحتمَلة ولو من باب الافتعال.
لن يُسِيءَ أحدُهم إليك بالقول ولا بالفعل. سيتعلم في وقتٍ مُبَكِّر كيف يَزِنُ الكلمةَ والحركةَ، ولن ينسى أن كُلَّ كلمة أو كل حركة تَصدر عنه هي مرآة شخصيته في عيون الآخرين..
الحياةُ مَدْرَسَة، وأنا وأنتَ نَتعلَّم. لذلك دَعْ بيننا مسافةَ احترامٍ حتى يَفهمَ أَحَدُنا الآخَرَ دون أن نخشى أن يَخسرَ أَحَدُنا الآخَرَ أو نَخسرَ أَنْفُسَنا في نطاق تواصلنا الذي لا يَليقُ بنا أن نُحَوِّلَه إلى معركة تنتهي بِقَطِيعَةٍ.
نَافِذَةُ الرُّوح:
«الْمُروءةُ أن أُوَفِّقَ بين اثنين لا أن أُفَرِّقَ بينهما».
«الغَضبُ مِقَصّ يَقْطعُ حَبْلَ الْمَوَدَّةِ».
«حُبُّكَ لي لا تُتَرْجِمُهُ الكلماتُ، إنما مواقفك تجاهي وضبطك لانفعالاتك».
«مازلتُ واقفة عند بابكَ، اِخْلَعْ نظارتَك السوداء لِتَرَاني».
«إذا فشلْتُ في أن أكون أُمّا لطفلة واحدة، سأنجحُ في أن أكون أُمّا لقبيلةِ أطفالٍ».
«اِكْتَشَفْتُ في وقتٍ متأخرٍ أن مظلَّةَ حُلمي كانت مثقوبة، لذلك بَلَّلَنِي الانتظارُ».
«في التاسع يناير 2016 شَربْتُ مَقْلَبا. في التاسع يناير 2017 بِعْتُ كُلَّ شيء لأشتريَ نفسي».

بقلم : سعاد درير
copy short url   نسخ
16/03/2017
11490