+ A
A -
طفل في العاشرة، آخر في السادسة من عمره وثالث ورابع وخامس لا يحصون ولا يعدون، كل منهم بات له حساب على الفيس بوك وباتوا يفتخرون أن لديهم جوالات واصدقاء.. ومع يقيني أن شركة الفيس بوك لم تسمح لمن هم ليسوا في سن البلوغ أن يكون لديهم حسابات على الفيس بوك لما في ذلك من مخاطر لا يحمد عقباها..
حين أفتح حسابي.. وأجد أحدا من عائلتي.. أضيفه وندمت، طفل من فلسطين برغوثي من بلدة مجاورة لبلدتي.. ونعتبر نفسنا من ذات البلدة.. قال لي اريد أن أتعرف، سألته عن عمره رفض الاجابة لكن صورته تقول انه في الرابع ابتدائي.. فقلت له يا صغيري.. انتبه لدراستك وليكن الفيس بوك من اجل تنمية قدراتك المعرفية والعلمية أثناء أوقات الفراغ.. أصر على أن يتعرف علي.. فقلت هذا أنا هو كما في البروفايل.. فسألني هل تعرف «أبوي» أي والدي.. قلت لا أعرفه.. واذ به يوجه شتيمة كبرى ليقول لي ألا تعرف من هو ابوي؟.. هو الذي يؤدب أمثالك الذين لا يعرفونه.. حينها علمت ان هذا الشبل من ذاك الاسد الذي يدخل إلى البيت عنتر ولا أحد يستطيع أن يعانده.. ألا تعرف ابوي؟ انه رجل أمن وقائي..
انتهت المكالمة وعملت بلوك على حسابه وحساب كل من هو دون الثامنة عشرة.. كما أغلقت حساب بنت قالت ان اسمها «ريتا» وهي ايطالية.. فقلت لها وهل تقربك «ريتا» محمود درويش.. ضحكت وقالت تلك كانت يهودية.. أما أنا فسأكون على دين من يأتي على جناح السرعة لينقذني.. وعلى الفور أرسلت لصديق في روما ليتحسس عن هذه الريتا.. لتكون النتيجة أنها في تل ابيب..عملت لها بلوك.. وحمدت الله أنني لست طفلا قد يتغرر بي وكثيرون تم التغرير بهم عبر التواصل الاجتماعي وباتوا ضحايا نصب واحتيال وخطف..
السؤال.. كيف نمنع امتلاك الاطفال دون الخامسة عشرة حسابا على الفيس بوك.. حماية وليس حرمانهم فالشاب في سن المراهقة يكون قادرا على حماية نفسه من اختطاف فكري أو جسدي..
نبضة أخيرة
اختطاف الفكر من أقسى أنواع الاختطاف.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
15/03/2017
3336