+ A
A -
الإنسان أي إنسان بطبعه طموح يحب تقلد المناصب ويحب أن يصل إلى تلك المسميات المرموقة، لأنها جاذبة وتجعل لك الحظوة بين الناس وتعطيك سلطة اتخاذ القرارات وتوجيه التعليمات ورسم السياسات، والوقوف أمام الكاميرات، والناس لا تسأل إلا عن رئيس القسم أو مدير الإدارة أو المسميات الكبيرة، بهدف مساعدتها وتفريج همها وتيسير كربها بما لديهم من سلطات! كما أن المسؤول عادة يحتفى به في الملتقيات وفي المقابلات وفي المجالس وفي كل مكان ويقدم على غيره من الموظفين الذين كوفئوا بتوقيف بدل العمل الإضافي لهم! أما رئيس القسم ومن وازاه أو علاه حفظه الله ورعاه وسدد خطاه وحقق مناه وجعل جنان الدنيا والفردوس مثواه فله فيها الحق لأنه بالنسبة له لا مساس عن طريق اللجان والفرق والمجالس المختلفة إلخ! ويتقاضى الشوي والشويات دون أن ينقص من أجره شيء! كحال عباد الله الموظفين الذين يكدون ويكدحون ثم لا يؤجرون إلا بسبع ساعات يقابلها يوم إجازة!!! وعلى قولة القائل ( أعمل بيها إيه!!) عايزين فلوس!!!! إن الطموح جميل للوصول إلى سدة المنصب ولكن المنصب مسؤولية ومساءلة سواء في الدنيا أو الآخرة! في الدنيا من القيادات العليا المباشرة التي تفوقك منزلة ومكانة وسلطة! وفي الآخرة من رب العالمين، من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره، إن المنصب يعني إدارة الأفراد وإدارة المسؤوليات والعمل بالشكل الذي يرضي الله ورسوله والمؤمنون، والتوفيق بين مصالح البشر ومصالح العمل، إذا أحسنت أحسنت لنفسك ثم لمسؤولياتك ثم للناس، وإن أسأت فقد أسأت لنفسك ولوظيفتك ومسؤولياتك والناس الذين في ذمتك! ومع ضغط هذه المسؤوليات والناس من حولك الحانقين والمادحين والساخطين من أفراد إدارتك والباغضين استهتارك وسقطاتك سيصلك الكثير من الكلام أمامك بالخير وخلفك بالشر! وستزدحم بك الأعمال والهموم بسبب التفكير بالعمل وهموم العمل وسيصطبغ شعرك باللون الأبيض بالشيب المبكر! وربما تفتقد زوجتك أو زوجاتك إن كنت معدداً، ربما يفتقدك أولادك، ربما يفتقدك أصحابك، وتقل زياراتك بسبب وظيفتك ومنصبك! جربنا المناصب والمسميات سابقاً وخضنا في دروبها ودهاليزها والذي يخاف الله فيها يعرف أنها أمانة ويوم القيامة خزي وندامة أما أن يأخذها بحق أو أنه يعتذر عنها بلباقة، لأنه إن لم يندب حظه في الدنيا سيندبه يوم القيامة لأنه فرط وأساء وقصّر إلا من رحم ربك.
أنا شخصياً أنشد السلامة والعافية في الدنيا والآخرة وليست لي مطامع في مناصب أو مواقع الهم والمرض، رغم أن هناك من ينشدها ويطلبها وليته ليخدم ويؤدي دوره ويساهم في المسيرة المظفرة بحق وبمسؤولية ولكنه ليستعرض ويصل عن طريق ذلك المسؤول إلى مراتب أكبر وأكبر وإنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ليسيء إلى واقعه السيئ ويضيف إساءات وسيئات بالمؤامرات والمطبات وسوء القرارات والمزاجات والتنبيهات الكيدية وهناك الكثير في الكثير من المواقع، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
12/03/2017
3034