+ A
A -
إلى اليوم وفاته كانت صدمة موجعة لي ولأصدقائه، 54 سنة في مقتبل الشباب رياضي رشيق قنوع حبيب يتحول إلى ذكرى! مات عبدالعزيز عبدالله التربوي والنموذج والمثال ولا يمكن أن يعود! هذا صحيح، ولكن في نظري ونظر أحبائه وأصحابه الذين عايشوه وخالطوه وجالسوه وحاوروه ذلك الحوار الراقي لا يمكن أن يموت عندهم، عشنا معه وعاش معنا في الأفراح والأتراح والليالي الملاح سنين طويلة كنا رفقة طيبة، تشهد لنا ساحات المدارس وتشهد لنا الميادين، وتشهد لنا فعالياتها وتشهد لنا غرف الدراسة ويشهد له كل من رافقه وخاواه في مسيرة التعليم وغيرها من المسارات الاجتماعية، لا أحد يتكلم عن مواقفه ومبادئه وإنسانيته إلا مدحه وأشاد به وذكره بالخير، وهكذا حال من فقدناهم إما يتركون ذكرى طيبة أو لا يتركون! أما الذين لم يتركوا لهم ذكرى طيبة فهم الذين يلعنهم الناس صباح مساء! أما الذين لم يتركوا لهم أي ذكرى لدى الناس فهم أولئك الذين لا يعرف الناس ماذا فعلوا وماذا صنعوا! هناك نماذج نسأل الله أن يبقيها لخير الناس، وهناك عناصر نسأل الله أن يسقطها لترتاح الناس! هناك عناصر تعمل من أجل مصالحها تأكل الأخضر واليابس من أجل ذلك تعادي هذا وتتصادم مع ذاك! ونماذج تعمل من أجل العمل والصالح العام، لله لا للكرسي! والناس شهود الله في أرضه، إما يذكرونك بالخير أو بالشر فاختر أنت موقعك من الإعراب! ومن الناس!
رحل بوعبدالله غفر الله له ورحمه وأسكنه فسيح جناته دون أن يحكي ذكرياته ويوثق تجربته في الحقل التعليمي مدرساً ثم وكيلاً ثم مديراً ثم موجهاً ثم متخصصاً في الإرشاد الطلابي، في حياته محطات، وجد فيها النكران ووجد فيها العرفان ولئن ضاع بعض جهده وبعض صنيعه عند بعض الناس فنرجو من الله أن يوفيه حقه يوم لا تضيع الحقوق، كان يعمل بروح الفريق ويقدر الصديق، قادرا أن يؤلف القلوب ويخمد نيران الحروب بتسامحه ولطفه وحنكته! يعمل بصمت دون ضجيج وصخب في كل موقع شغله! عمره لم يتكلم عن الناس كعادة الناس وعمره لم يتكلم بلغة من معي؟ ومن ضدي؟ كان يكره أعداء العمل الوصوليين والدساسين والثرثارين والمغرضين وهؤلاء هم أعداء العمل اللدودون! يبغض الشو والاستعراض والكلام الذي لا يودي ولا يجيب، ولا يحقق الأهداف على الأرض!
بوعبدالله كفاءة من الكفاءات المخلصة التي خسرناها في مواقع العمل إما أن نكون فقدناها بالموت وكلنا لله وإنا إليه راجعون، أو فقدناها بالتقاعد المبكر! أو بعدم إنصافها! وإعطائها الحق في الاستمرارية في العطاء والعمل المستمر! يقول صديقنا وحبيبنا يعقوب بو شوارب من واقع تجربته مع الفقيد كان أ. بو عبدالله في إدارته متعاوناً مع الجميع لا يعقد الأمور وإجراءات العمل والتسجيل، ييسر لا يعسر يبشر لا ينفر، يسهل على العباد في الدنيا ونسأل الله أن يسهل عليه في الآخرة، الأستاذ عبد العزيز عبدالله أمين كان تربوياً محنكاً قيادياً بالفطرة لا مثل أولئك الذين عادة يكون وجودهم هامشياً! غير ملفت للنظر.. عبدالعزيز عبدالله أمين إنه أحد الكنوز التي لا تتكرر، نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته، ورحم الله قارئاً قال آمين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
11/03/2017
2889