+ A
A -
ثمة غربلة هائلة تجري في إدارة البيت الأبيض عنوانها الأساسي شطب إرث أوباما بالكامل. ولا يدري أحد ما إذا كان ترامب الذي جلس على المكتب البيضاوي في «20» يناير الماضي، سيفلح تماماً في مسعاه، ولكن الذي ندريه أن الرئيس السابق كان أقرب إلى مدير مخابرات منه إلى مدير دولة عظمى، خاصة بعد ثبوت تنصته على مكالمات ترامب.
ويبدو لي أن أوباما الذي تغيرت مواقفه جذرياً وأصبح العدو رقم واحد للأمة العربية السُنية، خضع لهذا التحول منذ انتهاء المكاسرة بينه وبين نتانياهو حول الاستيطان، لصالح الأخير.
لعل أوباما قد جوبه وقتها بتهديدات سرية من قبل عملاء إسرائيل، كمنظمة «الإيباك» المتنفذة، لتشويه سمعته أو حتى قتله أو فضحه بقضية ما لا يعلم بها الرأي العام، إذا أصر على وقف الاستيطان، ولعله لجأ أيضاً إلى مغازلة الشيعة على حساب السُنة وإيران بالتحديد على حساب العرب، والسعودية على الأخص. ويجب ألا يخطر على بال إسرائيل التي لديها هاجس- أظن أنها لست محقة فيه- في أن طهران تجهز القنبلة النووية لضرب الدولة العبرية، كما روّج الرئيس السابق المنافق أحمد نجاد.
كثيرة هي التفاصيل والفضائح، وكثيرة هي التبدلات السياسية في هذه الحقبة شديدة الاضطراب بالذات. ولا أدري ما إذا كان يتوجب علينا أن نشعر بالارتياح أم لا لتشكيك رجل قذر أخلاقياً وسياسياً مثل أفيعدور ليبيرمان بمواقف الرئيس ترامب تجاه رؤية نتانياهو للأمور، أو ما إذا كان الرئيس الأميركي الذي يعيش حالة من الفوضى وهو يحاول أن يحدد أولوياته ويختار مساعديه المؤثرين، لكننا ندري أن أقوال ليبيرمان الأخيرة مهمة وكاشفة.
فقد أوضح ليبيرمان قبل يومين، وهو وزير الدفاع المنفتح باستمرار على البنتاغون، أن إدارة ترامب تعارض ضم الضفة أو توسيع المشروع الاستيطاني خارج الكتل الكبيرة.
وإذْ تعتقد صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن من المؤسف أن تحتاج إسرائيل للإدارة الأميركية كي تدافع عن نفسها ضد رؤية الدولة الواحدة- الكارثية حسب الصحيفة- فالحقائق تقول إنه لا تتوافر رغبة لدى الجمهور أو الكنيست للسير نحو الدولة الواحدة ثنائية القومية للإسرائيليين والفلسطينيين معاً.
ولكن يبقى السؤال بعد أن جمّد ترامب فكرة نقل السفارة الأميركية إلى القدس، متعلقاً بما إذا كان سيصر على حل الدولتين بعد أن يلملم طاقمه ويتخلص من الفوضى، وذلك على ضوء ما يسمعه حول «كابوسيّة» الدولة الواحدة بالنسبة لليهود.
تبقى الأمور ضبابية بالنسبة لنوايا ترامب حول «تقسيم فلسطين»، لكن الشيء الوحيد الواضح أن حقده على إيران بسبب تحديها للولايات المتحدة، وتوسعها المخيف في العالم العربي، سيدفعه لمواجهة الملالي بشراسة في القريب العاجل.
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
10/03/2017
1883