+ A
A -
اليوم يقطع إعلامنا المحلي شوطًا كبيرًا في مجالاته المتعددة ابتداءً من الوسائل الإعلامية التقليدية إلى الوسائل الاجتماعية الإعلامية الحديثة، والناظر للواقع الإعلامي يعي جيدًا أنَّ الكثير من المبادرات الشبابية التي كانت عبارة عن هوايات لشغل أوقات الفراغ بُلورت غلى مشاريع إعلامية توعوية أو تسويقية دعائية وأصبح الإعلام القطري الذي كان منذ ما يقارب العقد فقيرًا بالسواعد المحلية؛ يُثرى يومًا بعد يوم بخريجي تخصص الإعلام من أبناء جامعة قطر أو بأولئك الذين دخلوا المجال حبًا وشوقًا من غير المتخصصين، مع التأكيد أن كل الزملاء في وسائل الإعلام المحلية قاطبة يدعون لمزيد من التمكين لسواعدنا المحلية لتقديم الرسالة الإعلامية (السامية) في زمن يكتظ فيه سماء الإعلام بالإفلاس، فالسالب يتصدر المضامين الإيجابية ولا يقوم على ذلك إلا حُرّاس بوابات لا يفقهون شيئًا فيما يقدمونه للجمهور المباشر للوسيلة ولا يحسبون أي اعتبار حقيقي للرسالة التي يجب أن يقدمها الإعلام النزيه والتي تتبلور في الحقيقة والصدق والمكاشفة واحترام عقلية الجمهور.
إننا لا نحتاج إلى قراءة الغيب حتى ندرك أن الاهتمام بوسائل الإعلام أصبح لافتًا للنظر في الآونة الأخيرة نظرًا لما يمُر به العالم بصورة عامة من أحداث سياسية واجتماعية واقتصادية تستوجب التوقف عندها ومتابعة المجريات السياسية خطوة بخطوة للوقوف على ما حصل وما قد يحصل في أي وقت، وانطلاقًا من هذه الديباجة المفروشة يسعدني وبكل فخر الحديث عن مولود جريدة الوطن الجديد؛ مولود التدريب الإعلامي الأجد كذلك وهو مركز الوطن للتدريب الإعلامي الذي أبصر النور مطلع هذا الشهر حيثُ طرح برنامجه التدريبي الأول في إعداد الصحفيين الناشئين بالتعاون مع جامعة قطر، حيثُ يسعى المركز جادًا للارتقاء بالأساليب والمهارات الإعلامية وذلك وفق برامج تدريبية احترافيَّة معدَّة على يدّ مدربين أكفاء.
ورُغم أني ابنة المنظومتين: جريدة الوطن وجامعة قطر؛ إلا أنِّي أجانب الحياد عندما أقول أنَّ مركز الوطن للتدريب الإعلامي ومن خلال توجيهات الأستاذ محمد المري رئيس التحرير سيتحول لأيقونة متميزة في مجال التدريب والتأهيل الإعلامي، لاسيما أنَّ النية من اطلاقة كانت تتمحور حول خلق كوادر إعلامية مؤهلة وفاعلة وقادرة على ترك بصمة محلية في المؤسسات الإعلامية وزيادة عدد الصحفيين المواطنين في هذا المجال.
ومن خلال هذه النافذة التدريبية الإعلامية الجديدة سيتمكن رواد المركز من خريجي الإعلام والشغوفين به من الحصول على جرعات من التدريب النظري والعملي التي تعزز المهارات الكتابية والإعلامية المتنوعة في مختلف الجوانب والتي يحتاجها العمل الصحفي من أجل تنمية القدرات البشرية الوطنية وتمكينها إعلاميًا.
إنَّ الجامعات هي منابر النور التي تُخرِّج سواعد الغد، ونحن في جامعة قطر لا نقوم فحسب على إعداد الطالب أكاديميًا وتأهيله جيدًا لدخول سوق العمل؛ وهو الدور الذي يقوم به قسمي: الإعلام بكلية الآداب والعلوم وقسم الدعوة والإعلام بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، بل إنَّ هذا الهدف يتضافر معه فريق عمل كبير يقوم بإعداد الطالب الشغوف في مجال الإعلام وعدم الاكتفاء فقط بالقدر الأكاديمي والبحثي وحسب بل إن جرعات النشاط الطلابي الابداعي التي يتلقاها الطالب في (نادي الإعلام) والتي يؤمن بها القائمون في إدارة الأنشطة الطلابية لدينا تقوم بتعزيز صلته وتعلقه بالمجال الأمر الذي يكسر لدينا (تابو) الفوبيا الإعلامية من امتهان المهنة ومزاولتها.
إني أؤمن أن تشجيع الشباب لدخول مجال الإعلام ليس حكرًا على مؤسسة المدرسة والجامعة فحسب، بل تلعب الأسرة ومؤسسات المجتمع العام والخاص الدور الكبير في فرش الأرضية المناسبة للأنوية الموهوبة التي تهتم لدخول هذا المجال وتشد على يد الطالب لنهل المزيد من العلم فيه، وتصحح من مساره الإعلامي في بداية طلوعه لمزيد من الممارسة واكتساب الخبرة المطلوبة، ولا يمكن أن نغفل ما لدور التدريب المهني الجاد في صقل شخصية الإعلامي، وحقيقة إني أُعظم من دور قدرة الفرد على دحض مخاوفه وفوبياه من العمل الإعلامي من خلال تمكين نفسه أكثر وأكثر من المجال عن طريق الممارسة والتدريب وخبرات الخطأ والصواب والتي وبلا شك ستصقل شخصيته وستبني له شخصيته الإعلامية الخاصة.
إعلامية وباحثة أكاديمية

بقلم : خولة مرتضوي
copy short url   نسخ
10/03/2017
4817