+ A
A -
بحبل سري كان غذائي..
تشكلت علقة فمضعة فعظاما
فلحما..
من دمها من لحمها..
تشكلت خلقا آخر
تبارك الله أحسن الخالقين

من رحم أمي.. إلى الدنيا
حملت بي كرها ووضعتني كرها
وكنت فرحتها وأملها وحزنها..

على المائدة تكون آخر الجالسين
تتابع الأطفال.. تنظر في عيونهم
تمسح رؤوسهم.. ومن تأخر
في تناول افطاره أو غدائه
تمرر يدها على رأسه ويدها الأخرى
ترضعه كوب الحليب..
في الليل لا تطمئن حتى يعود آخر الساهرين
ولا يرتاح لها بال حين تسافر إلى أن يصلها
مرسالك.. فتضمه وتقبله بلغة العاشقين

ترى أمك في زوجتك حين تمضي السنين
هي نفسها الأم المرأة.. لا كلل ولا أنين
تسهر الليل تجهز ملابس الغد
ووجبة الإفطار ولا تنام حين يغادر الصغار..
تبدأ عملها في انتظار عودتهم
على طاولة السفرة تكون أيضا آخر الجالسين..
بل تبقى واقفة إن احتل الأحفاد مقعدها..
تبتسم.. اجلسوا تهنوا..
وحين تلوذ لوحدتها تبكي بصمت ألمها،
ولا تظهره حتى لزوجها.. وان اكتشفها صدفة تقول له:
شوقا لك لابنك المغترب..
لابنتك المقيمة مع زوجها في أوروبا أو افريقيا أو اسيا..
إنها المرأة.. نظلمها.. ننحني لها.. نعترف بأخطائنا.. ونتوجها ملكة.. فهل يكفي أن نخصص لها يوما واحدا فقط عرفانا لها.. لا يكفي العام بأكمله احتفالا بها..
إنها المرأة التي لا تطلب إجازة
ولا راتبا ولا تحملك جميلا..
ولا تلومك إن تأخرت..
بل تبارك لك إن جئت لها بثانية وثالثة ورابعة..
قد تكظم غيظها..
لكنها تبقى صاحبة القلب الكبير الذي يركض إليك
حين تعود وتغفر لك زلاتك وهفواتك..
فهي سيدة المجتمع، كفاح، استقرار، محبة
هي الأم ونبع الحنان..
هي الزوجة والسند
هي المقاوم تحمل السلاح
جنبا إلى جنب مع الرجل
تراها تطبب جراح الناس
وتداويها
إنها المرأة.. التي إن أعطيناها كل ما نجني لا نوفيها حقها.
نبضة أخيرة
عشقتك طفلا وشابا وكهلا وسأحبك حين ينحني ظهري بفعل السنين!!
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
09/03/2017
1720