+ A
A -
لسنوات طويلة احتكرت مجموعة من السياسيين القرار الوطني الفلسطيني وتحكمت في جميع تفاصيله وسيرته كما تشاء دون رقيب أو حسيب باسم التاريخ النضالي حيناً والمصلحة العليا– التي لا يدركها العامة والغوغاء– أحياناً أخرى .
كان هذا الاحتكار مسكوتاً عنه لعقود طويلة على اعتبار أن بعض من حملوا راية العمل السياسي الفلسطيني كانوا منخرطين بشكل أو بآخر في ما عرف آنذاك بالنضال الفلسطيني المسلح، وبسبب غياب المعلومات الحقيقية وعدم إلمام الكثيرين بما يجري خلف الكواليس، قبل الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني مرغمين هذه المعادلة، آملين أن ينجح هؤلاء في استرداد بعض حقوقهم المهدورة ليكتشفوا لاحقاً أن سنوات من العبث السياسي والتفاوضي وغياب الرؤية والصراع على السلطة قد قتلت ما بقي من أمل في نفوسهم للخلاص من كابوس الاحتلال والتشرد.
لا أفهم كيف يجرؤ أي كان على انتقاد مؤتمر فلسطينيي الخارج الذي عقد في إسطنبول مؤخراً وطالب- بين أمور كثيرة- بإعادة هيكلة منظمة التحرير عبر انتخابات ديموقراطية شفافة وتفعيل دور فلسطينيي الخارج في معادلة الصراع وفق رؤية استراتيجية واضحة وإعادة صياغة نهج جديد كلياً في ما يخص كيفية التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي .
إن المنطق المجرد يقول إن دوراً أكبر لفلسطينيي الخارج وفق إطار عمل شامل ومنظم هو أفضل وأكثر تأثيراً من الوضع الحالي؛ حيث تحتكر قلة قليلة غير منتخبة وغير مؤهلة في كثير من الأحيان، مفاتيح العمل السياسي والنضالي الفلسطيني، ومن نافلة القول التأكيد أن رفض إشراك الشعب الفلسطيني بجميع أطيافه في آليات اتخاذ القرارات المصيرية بذرائع واهية هو مجرد طريقة (خبرها الفلسطينيون كثيراً) للاستمرار في التمرغ بنعيم السلطة واحتكار الأموال والمصالح والمشاريع والتنعم بالسجادة الحمراء أطول وقت ممكن ونفي المعارضين وإقصائهم بذرائع الخيانة والعمالة والفساد.
يجب أن يفهم العاجزون المتربعون على رأس العمل السياسي الفلسطيني أن الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني لم تعد قادرة على تحمل مماحكاتهم وخلافاتهم الصغيرة وذرائعهم البائسة، بينما يستمر مسلسل قضم الأرض وتهويد القدس بينما يعايش الجيل الرابع أو الخامس من الفلسطينيين تجربة المنافي الإجبارية.
بقلم : لؤي قدومي
copy short url   نسخ
08/03/2017
4312