+ A
A -
لاتملك إلا أن تحترمه.
بسيط وعميق في ذات الوقت. مرتب ذهنيا. يمتلك قدرة فذة على التفاوض، وكسب المتخاصمين. له اسلوبه المميز في الحديث، وتقليب الأمور في ذهنه بألمعية ونباهة وانتباه.
يعرفه كل السودانيين.
يحبه أهل دارفور. يرون فيه- أيضا-قطر السلام، والكف الممدودة بالإحسان.
أتحدث عن آل محمود، الرجل الذي يمسك بملف وثيقة الدوحة لذلك الإقليم السوداني الكبير، الذي عانى ماعانى من اهلاك البشر والموارد، خلال واحدة من اسوأ الحروب في تاريخ السودان، بعد حرب الشمال والجنوب.
آل محمود يجسد حقا الوساطة القطرية: روحها وفهمها واخلاصها للسلام من جانب.. ومحبتها للسودان، من جانب آخر.
المحبة. تلك هي كلمة السر التي تنطلق منها الدوحة، وهي تسعى بوساطاتها الحميدة، في أي بقعة من هذا الإقليم.. بل العالم، التي تلتهب فيها النيران، ويعيش فيها البشر كارثة إنسانية.
المحبة، طاقة. مورد في القلب لا يعرف النضوب.. وقلب الدوحة تجاه هذا العالم، ثروة من المحبة.. وكذا قلب هذا الرجل: آل محمود.. قلبه الذي يسكنه كل السودانيين- حكاما ومعارضين وحملة سلاح.
مناسبة هذا الحديث، حوار استثنائي مع آل محمود، أداره بفهم مزدوج- الصحفي والمحاور السوداني الشهير ضياء الدين بلال- رئيس تحرير صحيفة السوداني- وآل محمود: الأول يلقى بالأسئلة، والثاني يجيب بأريحية، وفهم، وانضباط، والكثير من الإحسان.
الحوار يجده القارئ، في غير هذه المكان، من عدد الوطن، اليوم.
شخصيا، خرجت من الحوار بحقيقة أن آل محمود يفهم السودان: أزمات ومؤمرات تحاك ضده. حاضره ومستقبله، اكثر بكثيرجدا من الكثير من السودانيين- حاكمين ومعارضين.
المحبة- ثروة قطر تلك الغير قابلة للنضوب- هي التي تفتح- على مصاريعها- أبواب الفهم.. وتعبّدُ بالتالي كل الطرق إلى التفاهم.
قطر بالمحبة فهمت السودان. وبالمحبة تفاهمت مع المتخاصمين فيه.. المتخاصمين من أجله.. وآل محمود لولا أن قطر قد أرضعته وفطمته وربته،وقوت عوده بالمحبة، لما كان قد استقام عليها قلبا وعقلا ورؤية وبصيرة.. ولما كان- من ثم- قد تابع بهمة ومروءة واخلاص، ترسيخ اتفاق وثيقة الدوحة لسلام دارفور، على الأرض التي تغطت بالدم والفظائع والصراخ والفرار.
حديث المحبة: محبة قطر للسودان، يجده القارئ - ضمنيا- مرات ومرات، في حديث آل محمود.. وفهم آل محمود للسودان- اكثر من الكثيرين من السودانيين- يجده القارئ ايضا، في اكثر من جملة، ألقى بها الرجل في غير ما ادعاء.
أترككم مع ضياء الدين بلال، وآل محمود.. وحوار الفهم.. والمحبة.
بقلم: هاشم كرار
copy short url   نسخ
08/03/2017
2368