+ A
A -
على الرغم من أن جزر الكوريل المتنازع عليها بين روسيا واليابان توصف بـ«أرض النسيان»، الا ان اليابانيين لا يمكن ان ينسوا جزرهم التي كانت جزءا من ترابهم الوطني، ولن تسقط من ذاكرتهم. ان هذه الجزر ذات الطبيعة العذراء والتي يبلغ عددها اربع جزر، تبلغ مساحتها نحو 15 ألف كيلومتر مربع، ذات طبيعة بالغة الجمال، ولهذا يجري الاحتفال في اليابان بـ«عيد الأراضي الشمالية»، حيث تدفع طوكيو بأحقية ملكيتها لهذه الجزر، وجعلت من مسألة استعادتها شرطا لعقد معاهدة سلام مع روسيا
وحينما أعلن وزير الخارجية الياباني، أن الولايات المتحدة ستكون ملزمة بحماية جزر الكوريل إذا أعيدت سيادتها إلى اليابان، أثار ذلك قلق روسيا التي لا تريد الأميركيين يتمركزون على الاطراف الشرقية لامبراطوريتهم
وعلى الرغم من استعادة الروس لشبه جزيرة القرم، ويخوضون حاليا صراعا مع اوكرانيا في هذا الصدد، الا انهم لا يعيدون جزر الكوريل الاربع إلى السيادة اليابانية، بل ويضعون شروطا وسياسات تعرقل استعادة اليابان كامل سيادتها على هذه الجزر، ومن ذلك ان الرئيس الروسي بوتين ورئيس الوزراء اليابان آبي يتفقان على بدء نشاط اقتصادي مشترك بجزر الكوريل، ما يعني ان الحل يتجه إلى اقتسام الاقتصاد على هذه الجزر.
ومن هنا أبدت اليابان استعدادها لتقديم خطة مفصلة للتعاون الاقتصادي المشترك مع روسيا في جزر الكوريل، لا تتناول مسألة ملكية هذه الجزر التي تشترط طوكيو استرجاعها لتوقيع معاهدة سلام مع موسكو.
وتقترح طوكيو في خطتها أن تقوم الشركات الخاصة الروسية واليابانية، بتنظيم رحلات بحرية إلى جزر الكوريل، دون إنزالهم على البرّ فيها، حتى ان السياح اليابانيين لن يحصلوا على تأشيرات دخول روسية إليها، وهي خطوة ذكية من اليابان تنزع بها عن روسيا حق منح زائري الكوريل أية تأشيرة سيادية.
بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
06/03/2017
2896