+ A
A -
المدرسة للوزير: ابنك ضعيف في اللغة العربية.
الوزير: شكرا لك فهذا دليل على أنك معلمة تريدين خدمة الطلبة .
هذا حوار آثرت أن يكون مقدمة لمقال (ابحار في عقل الوزير)
فعلى مدى المسيرة الصحفية التقيت العديد من الوزراء والمسؤولين وكثيرين ممن نشرت حواراتهم كانت حكمة ومنهاج عمل.. أمس جاءني ولي امر يقول لي أن المدرسة ابلغته أنه ولده ضعيف في اللغة العربية.. وأعادني السؤال إلى رحلة في عقل المعلم الأول في فترة الثمانينيات واواسط التسعينيات من القرن الذي مضى سعادة الاستاذ والمربي الفاضل السيد عبد العزيز بن عبد الله بن تركي السبيعي الذي شغل منصب وزير التربية والتعليم خلال الفترة من عام 1989 حتى عام 1996 كما كان شغل منصب أول وكيل وزارة للتعليم في قطر منذ عام 1976 إلى 1979 والذي سألته عن السبب في ضعف الابناء في اللغة العربية وما السبيل لإعادة الاعتبار للغة العربية في النظام التعليمي القطري؟ فقال بعد برهة صمت وكان يستحضر أمرا في الذاكرة: كانت لي تجربة مع ولدي فقد نقلته بين أكثر من خمس أو ست مدارس حتى أقف بشكل جيد على مستواه، حيث كتبت لي مدرسة اللغة العربية كتاباً تقول فيه (أن ولدي ضعيف في اللغة العربية ) فذهبت إلى المدرسة وقابلت المدرسة وقلت لها (أنا في غاية السعادة والشكر أن ولدي ضعيف في اللغة العربية، لكن أريد أن أعرف ما المخرجات التي تقدمها المدرسة لتعليم الطلاب اللغة العربية، وطلبت الاطلاع على المنهج وعدد ساعات تدريس اللغة العربية للطلاب وطلبت زيارة مكتبة المدرسة) وعندما دخلنا المكتبة لم نجد فيها كتابا واحدا باللغة العربية فقلت لها: كيف ستعلمون الطلاب اللغة العربية بهذا الشكل، وبالتالي رأيت أن المدى الزمني المحدود لتعليم اللغة غير كاف، المواد المساعدة غير كافية، التغذية التي من الممكن أن يرجع إليها الطالب كي يغذي تعليمه غير موجودة فقلت لها: لو تريدين أن أحل لك مشكلة ولدي أنا أستطيع أن أجلب له معلما في المنزل وتنتهي مشكلته لكن هذا ليس حلاً للمشكلة.
نعم لم يكن حلا.. الحل في المدرسة ولجميع الطلاب من خلال القصص باللغة العربية التي تشد الطالب..
وحقيقة.. مؤلمة أن كثيرا من ابناء الجيل الحالي لا يهتمون بالكتاب العربي.. ومطلوب اعادة الاعتبار له فبه حملنا رسالتنا من الصحراء إلى الساحل إلى البحر إلى الجبل ونشرنا عقيدتنا وديننا.. وكم نفخر حين نذهب إلى اعماق افريقيا وأعماق آسيا واعماق أميركا ونجد القرآن يرتل واللغة العربية تقرأ بشكل سليم.. فأعيدوا الكتاب العربي إلى مكتبات المدارس خاصة وحكومية تسلموا..

نبضة أخيرة
صوت يأتي من خلف البحر يعيد النبض للنبض..

شكرا للدكتور سيد برايا من مصر وللدكتورة سعاد الدرير من المغرب وللسيد خليل النايس من لندن ولعبد العزيز النصر من أميركا وللزميلات والزملاء الذين تساءلوا عن غياب نبضة أمس.. ولو علموا أن الفريق الملكي وتلقيه هدفين قبل أن يعدل النتيجة ويخرج فائزا بثلاثة اهداف هو من عكر مزاج القلم لعذروا عشاق الكرة وتعصبهم لفرقهم في زمن احترام القدم!!.

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
28/02/2017
1167