+ A
A -
لم أعتقد يوماً أن فلسطين ستضيع، حتى في المراحل الأشد قتامة كتلك التي نعيشها الآن، غير أن الضوء ما زال يشع والأمل ما زال كبيرا وإنْ كانا مؤجّلين لوقت يصعب تحديده.
ورغم الخذلان الشديد الذي أطاح بفلسطين، ليس على يد ترامب أو نتانياهو، وإنما على أيدي رموزها الذين سميناهم خطأ، مناضلين، فإن الباب مفتوح على مصراعيه لتأمين مستقبل فلسطيني يختلف كثيراً عن ذلك الذي يحلم به رئيس حكومة إسرائيل وكبار المصفقين له من أمثال بنيت وليبيرمان وساعر وشاكد، وقادة الحاخامات والمستوطنين.
صحيح أن عهد «الأبوات» والمقاومة من الفنادق بدل الخنادق انتهى، لكنه ليس سوى جزء من مرض سرطاني ضرب النضال الفلسطيني في جذوره منذ أعلنت حركة فتح إطلاق الرصاصة الأولى عام «1965».
لم تكن هناك خطة تحرير مدروسة، وبقي النضال بشتى أشكاله العسكرية والسلمية، عشوائياً ومتخبطاً في ظل قيادات تعوزها الحكمة والدهاء والعلم والجدية والقدرة على التخطيط والاستشراف.
لا أقصد أحداً بعينه، لكني استهدف الجميع، ابتداء من أبو عمار مروراً بكل الأسماء اللامعة التي بهرت الجماهير حتى ظنوها صانعة معجزات فإذا بها صانعة هزائم. كما أقصد حركتي فتح وحماس اللتين تُعتبران آفة الآفات والعنوان الأساسي للإخفاق في كل شيء.
فكيف يجوز لأهم حركتي تحرير (كما يُفترض) أن تفشلاً على مدى سنوات في تحقيق وحدة وطنية بين الضفة وغزة؟ الفشل ذاته شكل من أشكال الرعونة والجهل والمكابرة، حتى لا نقول الخيانة.
لا ندري على وجه التحديد كيف ستتبلور الأمور، ولكن من الغباء أن نلوم ترامب أو نتانياهو، وإنْ كان العالم العربي يتحمل قسطاً لا بأس به من التيه الفلسطيني. ولا نلوم الولايات المتحدة ولا نظام الفيتو الجائر، لكننا نلوم قادة الثورة بجميع أبواتها وأمهاتها دون أي استثناء.
لا نريد أن نكرر الحديث عن الحقوق وعن القرارات الدولية وعن انهيار الرواية التاريخية الإسرائيلية، فكل ذلك جيد بالتأكيد ولكنه لن يجدي إلا إذا واكبته حملة عنف وإرهاب كبرى، ما زال ممكنا تنفيذها حتى في هذه الأوقات الصعبة، وفي وسط اللهب المستعر في كافة أنحاء الإقليم.
ولكن دعوني أقول إن بضعة «إرهابيين» قادرون على زعزعة استقرار دول عظمى كما حدث في «11» سبتمبر «2001»، وكما تكرر بمستويات مختلفة في سنوات «الربيع العربي» بما في ذلك ما عاشته أميركا ودول أوروبية وخاصة فرنسا وبلجيكا في الشهور الأخيرة.
نأسف للاستعارة والاقتباس من سجل الإرهاب الذي نمقته، لكن «إرهاب العدو» كما جاء في القرآن الكريم، واجب ديني وأخلاقي وإنساني. والأهم أن هذا الواجب مدعوم بحقوق تاريخية وسياسية وجغرافية ودينية غير قابلة للدحض.
لذلك مطلوب تفجير الوضع في إسرائيل المزعومة, وصولاً إلى مَخْرج عادل، ربما يكون حل الدولة الواحدة مع تأمين حقوق فلسطينية مساوية لحقوق اليهود بما في ذلك تقاسم الثروات والمناصب.
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
21/02/2017
1105