+ A
A -
في رحلة إلى مكسيكو سيتي على طيران WEST AIR LINE جاءت فتاة تتهادى، وكنت أجلس إلى جانب النافذة فاستأذنتني أن تجلس مكاني.. فقلت بكرم العربي.. الطائرة كلها ملك لك تفضلي.. وهي تمر من أمامي وأنا أغير المقعد «أريد أن أرى أرض أجدادي»، سألتها: وهل أجدادك مكسيكيون. فقالت: لا جدودي من الشرقَ وهم من منحونا هذه السمرة، ودمنا يمتد إلى صحرائهم، وانا فخورة أنني عربية، فجاءت قصيدة أبو ريشة تتهادى إلى الذاكرة في هذه الفتاة التي جاءت تسحب الذيل اختيالا بأصولها العربية:
وثبتْ تَستقربُ النجـم مجـالا
وتهادتْ تسحبُ الذيلَ اختيـالا
إلى أن يقول:
فتبسمـتُ لـهـا فابتسـمـتْ
وأجالتْ فيَّ ألحاظًـا كُسالـى
وتجاذبنـا الأحاديـث فـمـا
انخفضت حِسًا ولا سَفَّتْ خيالا
إلى أن يقول:
قلتُ يا حسناءُ مَن أنتِ ومِـن
أيّ دوحٍ أفرع الغصن وطالا؟
وأجابتْ: أنـا مـن أندلـسٍ
جنةِ الدنيـا سهـولاً وجبـالا
وجدودي، ألمح الدهرُ علـى
ذكرهم يطوي جناحيه جـلالا
ويقول على لسانه:
سألتها ولم لا تتحدثين العربية قالت: ليت جدودي فرضوا العربية على الاسبان والانجليز والالمان لكنهم اخطأوا لتسامحهم وعدم فرضها عليهم لكان العالم من الفلبين إلى تشيلي يتحدث العربية ولكانت الجامعات تطلب «توفل» إسلامي و«السات» عربي لمن يريد ان يدرس في الجامعة. لكن الدنيا سارت بالمقلوب،
وتسير بالمقلوب.. وبعد المشاهد التي جاءت من دمشق الأمويين وما يشهده الجامع الأموي الذي حافظ على رمزيته على مدار اكثر من 1400 سنة يتحول الآن إلى مزار لمن يؤججون خلاف اللطم.
واخشى أن يطلب توفل فارسي من العربي اذا اراد البقاء في هذا الوطن النازف.. واذا لم يتدارك اهل الحكمة ما يجري في العراق وسوريا واليمن..
لقد وقفنا مع السعودية وسنقف معها إلى آخر قطرة دم حتى يعود نخل البصرة عربيا،، ويعود الفرات عراقيا..،،

نبضة أخيرة:
سوف أغلق مذكراتي.. فقد كتبت الحرف الأخير في من يستحق دخولها!

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
20/02/2017
916