+ A
A -
البداية
وهل يكفيك الشكر؟
متن
وها قد عدت
بعد رحلة عمل طويلة
امتدت لشهرٍ ونصف خارج البلاد
عدت حيث الروتين الذي أحب،
وممارسة هواياتي الثلاث
التي وحتى الآن لا رابع لها،
الرياضة والقراءة ومن ثم الكتابة
عدت حيث أدور بحلقة الخيارات الممكنة والمستحيلة،
أبعثر رغباتي على طاولة التأجيل ولا أفعل شيء
ثم أوبخ نفسي وأقسو عليها
وأعيد الكرّة
ربما هذا من الأشياء العظيمة التي احترفتها
عدت.. لكن هذه المرة كانت الرحلة مرهقة،
عدت لأجد هدية تنتظرني على مكتبي
ذيّلها صاحبها باسمه الأول فقط
هو لايتصور حجم السعادة التي غمرني بها،
هو لايعرف كيف بلغت السماء بنشوة الفرح،
هو لايعلم كم من الوقت قضيته أحدق بها وابتسم،
كيف لي أن أشكرك؟
‏وهل هو شعورٌ يوصف؟
يتابعك شخص،
‏يقرأ لك،
‏يقتبس عباراتك،
‏ويعتبرك أحد الأشياء الرائعة في حياته
‏ثم يقرر أن يصافحك بهدية
‏وهذه أشياءٌ لا تشترى بالمال
فكيف لي أن أشكرك؟
ممتن
لكل للقلوب النقية التي عانقتنا بطيبها
‏حتى المخلوقات الكئيبة ممتن لوجودها
‏فهي من تُعيد لنا التوازن حينما يرفعنا مديح المحبين
أمّا ‏أن تكون رائعًا.. فهذا يعني
‏أن تُخلص للقلوب التي تُحبك وتحفظ وُدّها ولا تتكبر عليها مهما ارتفعت
‏وهذا يعني:
‏أن تتقبل فكرة تخلي الآخرين عنك.. وتذكرهم بخير
وهذا يعني:
‏أن تمضي وفي يقينك أن النجاحات لا تأتي مُغلّفة بعلب الهدايا
‏وهذا يعني:
‏أن تتجاوز سهام الحاقدين.. وتتعلم كيف تعيش الحياة على نحوٍ أجمل.
أنا يا صاحبي لدي حس فطري بالثقة
أصنفها درجاتٍ ودرجات
أثق بأن سحر الهدايا يكمن بجمال تغليفها،
لولا الفضول لتركتها مغلقة
ووضعتها على رفٍ جديد أسميته باسمها
كما أثق بجمال الانطباع الأول
‏لأنك ستبدو تافهًا حينما تُفاخر بنسبك الذي لم تختاره
‏وثراء والدك الذي لم تصنعه،
‏تحدث عن تلك الأشياء التي أنجزتها فهذا أهم.
إن الذين يتكلمون بالمعطيات القدرية
‏كالنسب والأصل والجنسية لا يستحقون وقتك،
‏أنت فقط تضيع دقائق من حياتك مع عقولٍ فارغة.
كما أثق ‏أن القلوب التي تتغافل عن زلّاتك وتتجاهل غلطاتك ليست عديمة الإحساس والمشاعر،
‏هي فقط تكتم حزنها في سبيل الحفاظ عليك.. فلا تخسرها
‏فأولئك الصامتون تجاه حماقاتنا ستدق ساعة الصفر بتحملهم
‏وحينما يرحلون.. يرحلون للأبد
‏ولايُعيدهم اعتذار
كما أثق أنك حينما تريد أن تراني ملاكًا طاهرًا ستبحث عن موضع السجود
ستجد مائة سبب لترسم لي جناحين وطوق مضيء فوق رأسي
وإن أردتني شيطانًا رجيما فحدّث ولاحرج
ولالوم علي ولاحزن..
وحدك المسؤول عن زاوية رؤيتك لي
فتقبلني كما أنا
كما أثق أن ه ليس دائمًا «خير الأمور أوسطها»
‏فالمشاعر لاتحتمل الانتصاف
‏أنا ياصاحبي لا أقبل بأجزاء الحب والاهتمام..
إن لم يكن كلها فهي والعدم سواء.
نسيت..
طال الكلام وتاهت الحروف.. ونسيت أن تُخبرني:
كيف لي أن أشكرك؟
إضاءة:
وحدها الكتابة تستطيع أن تُخبرك من أنا
آخر السطر:
جعل القلوب الصافية ذكرها دايم يافهيد
بقلم : دويع العجمي
copy short url   نسخ
20/02/2017
4913