+ A
A -
مدرسة ميمونة الابتدائية للبنات أشهر من نار على علم (مثل عربي مشهور) إنجازاتها معلومة، وبصماتها واضحة، ومشاركاتها فاعلة، وحضورها مؤثر، وكما يقولون: إذا رأيت شموخ البنيان.. فاسأل عن الأساس.. والأساس هنا إدارتها الفذة الواعية ذات التطلعات الكبيرة الطامحة للتميز والأحسن بقيادة الفاضلة نادية محمد سلطان لرم، هذه المدرسة استحدثت مبادرة أراها من المنظور الصحفي موفقة وجيدة وثرية لتشجيع البراعم الصغيرة على القراءة والاطلاع وتنمية القدرات الطلابية على مصاحبة الكتاب حتى لا تصبح القراءة مفقودة عندهم، تحمل عنواناً أكثر من رائع «أنا وأمي» من إعداد منسقة المسار الإنجليزي الفاضلة ليلى بوحدود، تستهدف نشر ثقافة المطالعة بين الطالبات وذويهم، وجعل القراءة ممارسة يومية تشارك فيها الأم مع بناتها، إن الصغير الذي يتركه والداه بغير عناية وكتب سيعاني من مشكلة لاحقاً في القراءة والكتابة والخط والتعبير بالمقارنة بغيره، وسيعاني في المراحل الدراسية وما بعدها!
إن القراءة تمكن صاحبها من التعبير والتحدث لأنه يمتلك المفتاح والأساس والثروة اللغوية، وأنا صغير وعلى مقاعد الدراسة الابتدائية كانت تستهويني المكتبة المدرسية والكتب المصورة أتأملها وأستغرق في الخيال لدرجة أنني أشعر أنني جزء من الصورة، كنت أحب القراءة والكتب البسيطة والمتوسطة وسلسلة حياة الصحابة وغيرها من النماذج والشخصيات المؤثرة، كنت أرتاد مكتبة المدرسة دائماً وأبداً وأنا صغير، ومازلت أرتاد المكتبة المركزية بوزارة التعليم الزاخرة بأنواع الكتب دائماً وأبداً وأنا كبير، وأثني على جهود أخواتنا القائمات عليها من سفح الهرم إلى قاعدته على حسن تعاونهن ومساعيهن الخيرة في خدمة جمهور المكتبة، إنني أتعامل مع الكتاب برقي وعناية فائقة لأنه الأنيس المؤنس هكذا أنا وهكذا كنت وخير أنيس في الزمان كتاب هذا في زماننا!
أما جيل اليوم فقد ابتعد عن الكتاب وحلق مع الأحلام والسراب وصار ينعق كالغراب، التصق بالآيفون والآيباد واللاب توب وصار من جمهور السناب!!
إن من جماليات فعالية مدرسة ميمونة أنها عملت على إعادة توجيه في مشاركة الأم ابنتها في القراءة واختيار الكتاب ومناقشته سوياً، والتجاوب الكبير من أمهات الطالبات اللاتي حرصن على المشاركة بروح إيجابية عالية مبشرة، مبادرة ميمونة نوعية (شقردية) طموحة نؤيدها ونشجعها لأنها تحقق الهدف التعليمي والتربوي المنشود منها.. مدرسة ميمونة بيض الله وجوهكن وأسأل الله أن يوفقكن في مبادراتكن وفعالياتكن وتتلمسن في حياتكن أثر عملكن، مدرسة ميمونة كفو ومليون كفو.
وعلى الخير والمحبة نلتقي .
copy short url   نسخ
18/02/2017
1598