+ A
A -
في زيارة إلى دولة آسيوية تتطلع إلى أن تكون من العالم الأول وقفنا ننتظر مديرة إدارة السعادة، وكوني قادما من بلاد عربية لم تر السعادة منذ عودة (اللنبي) قائد القوات البريطانية مستعمرا لبلاد الشام والذي لا زالت مقولته ترن في الآذان حين وقف على قبر صلاح الدين وقال «ها قد عدنا يا صلاح» منذ ذلك اليوم لم ير مواطن عربي شيئا من السعادة والتي هي نسبية عند بعض الشعوب.. وتزداد تعاستي وأنا أرى الفاطمية تزحف رويدا رويدا إلى قبر صلاح الدين لتقول له سنعيد الأزهر فاطميا يا صلاح.. وصلاح الدين هو الذي حول الأزهر من «مسجد فاطمي.. يبث الفرقة والخلاف ويؤجج الطائفية إلى مسجد ينشر النور من نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعا.. والصحابة الذين عاهدوا الله الوفاء للسنة النبوية والعمل على إحيائها كلما وهنت..
ألقينا التحية على مديرة السعادة المبتسمة التي بلا شك فرحت لتعيين وزير للسعادة في دولة الامارات بالاضافة إلى وزيرة للتسامح.. فالسعادة تتحقق بالتسامح، كما كانت تقول وبالتسامح نصفي القلوب ونشعر بالسعادة ولو السعادة المؤقتة..
ورغم أننا من شعب عربي متشائم.. لكنني منذ زمن أرفع شعارا كتبه المرحوم ناجي العلي رسام الكاريكاتير رغم كل علامات البؤس والتعاسة على وجهه «كن متشائلا» وأطلق الاسم على سعيد ابو النحس المتشائل.
وكيف نتخلص من الوهن؟
سؤال وجهته إلى أستاذ علم نفس فقال سأنقل لك تعريفا للإيجابية التي تسبب السعادة قدمه البروفيسور مارتن سيليغمان مؤسّس علم النفس الإيجابي وأستاذ علم النفس في مؤسسة «زيليرباك فاميلي» ومدير مركز علم النفس الإيجابي في جامعة بنسلفانيا الذي يقول إن «الإيجابية تعني عدم الاستسلام للمشكلات التي تواجه الأفراد أو الحكومات والبحث عن الحلول والنظر بطريقة متفائلة للمستقبل».
ويقول إن هناك خمسة عناصر رئيسية تسبب السعادة والإيجابية لدى الأفراد، هي قوة بدنية وذهنية، ودعم الثقة بالنفس، وارتفاع الروح المعنوية، والإقبال على العمل، ومستوى أداء متميز.
وكيف نعرف أن المجتمع سعيد أو تعيس؟
هنالك طرق عديدة لقياس السعادة عند الأفراد والحكومات فمن خلال معرفة ما يتم تدوينه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأدوات الاستطلاع المختلفة التي تقيس مستويات الرضا والسعادة، وكذلك يمكن قياس السعادة لدى الحكومات من خلال نسب الإنجازات التي تحققها من توفير الخدمات الأساسية وفرص العمل وتقليل الفقر والبطالة في المجتمعات.
وبعد، هل نحتاج إلى صاحب سعادة للسعادة؟ أظن في ظل الظروف الحالية؟ التي يعلن فيها ترامب الذي وضع كل أوراقه في سلة نتانياهو.. نحتاج إلى سعادة.
copy short url   نسخ
18/02/2017
1472