+ A
A -
لوقت طويل تصاعدت تحذيرات المراقبين من مغبة إهمال المعالجات الصحيحة للأزمات في المنطقة، ومن ذلك على سبيل المثال ملف الأزمة السورية، فعلى مدى ستة أعوام، كانت هنالك انتقادات لبعض القوى الدولية، لكونها لم تسارع بتوجيه رسائل قوية لنظام الأسد، بالتوقف عن ما ارتكبه من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وبسبب إهمال الحسم إزاء انتهاكات النظام، فقد تفاقمت الأزمة بشكل لم يكن يتصوره أحد، وأنتجت الأزمة في تفاقمها تصاعد حدة الاستقطاب في الجانب الأمني، وشهدنا مواجهات عسكرية محتدمة داخل سوريا، مما ألقى بظلال سلبية على ملف الأوضاع الإنسانية.
إننا في هذا السياق ننوه بوجه خاص بأهمية الجهود القوية، التي ظلت دولة قطر تقوم بها، لمساندة ودعم الشعب السوري، والوقوف إلى جانب التطلعات المشروعة للسوريين، لإيجاد تسوية عادلة لهذه الأزمة، بكل ما أنتجته من تداعيات سلبية على الجانبين، الأمني والإنساني، في سوريا.
في هذا الإطار، نشير إلى أهمية تصريح سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجية، الذي شارك في اجتماع (أصدقاء سوريا)، في مدينة بون الألمانية، أمس، حيث شدد سعادة وزير الخارجية على «أهمية وقف إطلاق النار في سوريا، والعمل على توفير مناطق آمنة»، كما أكد سعادته «ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 2254، وأهمية الالتزام الدولي بمرجعية جنيف للمفاوضات».
إن التداعيات المختلفة في الملف السوري لا تزال مستمرة، ومن بين التطورات الراهنة - عموما- أننا بدأنا نشهد بداية تحريك لموقف قوي من قبل واشنطن، إزاء خطط معالجة الأزمة السورية، وهو أمر لم يكتمل في صورته الشاملة والمطلوبة بعد، لكنه يحمل إشارات تبعث على التفاؤل الكبير.
copy short url   نسخ
18/02/2017
535