+ A
A -
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمام مئات آلاف الأشخاص الذين تجمعوا في ساحة أزادي في طهران «يجب مخاطبة الشعب الإيراني باحترام. الشعب الإيراني سيجعل من يستخدم لغة التهديد أيا كان يندم على ذلك».
«الشعب الإيراني الثوري وضمن عدم ثقته المطلقة بالقوى السلطوية وعلى رأسها أميركا المجرمة، يعبر عن غضبه حيال نقض العهود ونقض فحوى الاتفاق النووي من قبل أميركا، ويدين محاولات البيت الأبيض بالتعاون مع الدول الرجعية لوضع حظر جديد وإيجاد موجة معاداة الإسلام ورهاب إيران». وهذا ما قاله زعيم الإصلاحيين الرئيس الأسبق محمد خاتمي (1997-2000) في بيان ختامي للمشاركين في المسيرات، نشرته وسائل إعلام إيرانية. وهنا لنتوقف قليلاً لتأمل الكلمتين، ثلاث محطات يمكننا أن نستشف منها طريقة السياسي الإيراني في خداع الشعب والعالم، أقول خداع لأن الخدعة هي افتضاح التناقض بين مبدئها وختامها. الأول: نحن نعرف أن المرشد العام للثورة الإسلامية هو صاحب اليد العليا على الشعب والرئيس، ويعرف العالم جرائم الإعدام والمجازر التي طالبت كل من يعارض الثورة ورجالاتها، تحت مسمى «العداء لله ورسوله» سواء مجزرة 88 م أو ما تلاها من عمليات إعدام وتعذيب ونفي وسجن. أليس هؤلاء من الشعب؟ فأي شعب مقصود بالاحترام للسيد روحاني؟ هل يقصد المذعنين والمنصاعين له؟ أترك الجواب للحياديين هنا. المحطة الثانية: يقول خاتمي إن الشعب لا يعطي ثقته للقوى الاستكبارية وعلى رأسها أميركا. السؤال المؤلم هنا: إذا كان الشعب الذي تحترمونه لا يعطي ثقته لأميركا؛ فلماذا إذن وثقتم بأميركا وضربتم معها العهود والمواثيق؟ فهل هو قصر نظر من السياسة الإيرانية وبعد نظر من الشعب، أو أن كل ما يحدث مجرد مسرحية لا ينتبه لها الشعب المخدوع. المحطة الثالثة: يقول خاتمي: «محاولات البيت الأبيض بالتعاون مع الدول الرجعية لوضع حظر جديد وإيجاد موجة معاداة الإسلام ورهاب إيران» فمن هم الدول الرجعية؟ مع استثناء إيران بالطبع ووصفها بالإسلام. هنا تطفو الشعوبية الفارسية بنكهة إسلامية مزيفة. الخلاصة: إن كل من لا يوافق على حكومة الملالي من خارج إيران فهو رجعي، وكل من يعارضها من الداخل فهو لا يدخل ضمن قائمة الشعب المحترمين!
مرحبا بكم في أرض العدالة!
بقلم : كوثر الأربش
copy short url   نسخ
16/02/2017
4817