+ A
A -
إسرائيل ساقطة أخلاقياً وإنسانياً، والساقط أخلاقياً وإنسانياً ساقط حتماً سياسياً، خاصة بعد ثبوت سقوطها جغرافياً ثم تاريخياً إلى درجة الإنكار الدولي الرسمي لأي صلة لها بالقدس أو بما يسمونه جبل الهيكل وحائط المبكى.
لا عُمْرَ طويلاً لإسرائيل، مهما زينت الأوهام، ذلك أن البناء عقوداً على أرض رخوة يعني في النهاية انهيار كل شيء. التغير بالتأكيد رَهْنَ الوقت والتداعيات والعواقب المترتبة على التوسع والجشع ونظام «الابارتيد» المتجسد تماماً ورسمياً بعد إجهاض حل الدولتين.
تخسر إسرائيل كل يوم، وتتداعى باستمرار مواطن الاعجاب بجيش «الدفاع» المزعوم، وكأن أصحاب الأرض هم المعتدون، وشعبيتها تذوي كل ساعة مع تنامي حركة (BDS) الداعية إلى معاقبة إسرائيل وفرض العقوبات عليها وسحب الاستثمارات منها، وهي حركة دولية تتزايد ولا تنقص، وسيكون لها بالتأكيد دور فعال في رفع الغطاء الأميركي عن الدولة الصهيونية المعتدية والغاصبة.
وعندما يبحث مجلس الأمن اليوم الخميس «قانون شرعنة الاستيطان» أو بالأحرى قانون اللصوصية الذي سموه ويا للعجب «قانون التسوية» (!)، فإن إسرائيل ستبدأ رحلة الانكفاء إلى قوقعة أشد عزلة وانطواء وكراهية للآخر حتى لو كان متسامحاً وضعيفاً إلى حدود لا تصدق مثل محمود عباس الذي بلغت بهم الوقاحة والشراسة والافتتان بالذات، حد الطعن بأهليته ليكون شريك سلام، أو حتى مفاوضاً.
ومن المؤلم أن نسمع صائب عريقات يتحدث هذه الأيام عن «فضائل» حل الدولتين، بينما يعلن على الملأ ليكودي ملتزم مثل الرئيس ريفلين، أنه يؤيد ــ بعد موت حل الدولتين ــ خيار الدولة الواحدة التي قال إنها يجب أن تضمن حقوقاً متساوية للشعبين الأردني والفلسطيني على كامل الأرض الواقعة بين النهر والبحر. هكذا قال!
دولة واحدة الكل فيها مواطنون بغض النظر عن الدين أو العرق، خيار يستحق البحث والاهتمام خاصة وأن نهاية عهد «الابارتيد» الطويل في جنوب إفريقيا وتسليم دي كلارك الأبيض الحكم إلى المناضل مانديلا الأسود، ماثل للعيان، وقابع في أذهان المثقفين من يهود إسرائيل وأميركا.
إطلاق الاستيطان على امتداد الأراضي الشخصية العائدة لمواطنين فلسطينيين في الضفة الغربية أقفل الباب نهائياً أمام حل الدولتين، ما يعني أن حل الدولة الواحدة هو الوحيد المتاح، في ظل الفشل المؤكد لنظام الكانتونات الذي تفكر فيه القيادة الليكودية، وينص على إقامة الفلسطينيين في تجمعات بشرية مزدهرة اقتصادياً ومحظور عليها التحدث بالسياسة.
ما زال البعض ومنهم عريقات، يدافع عن حل الدولتين. كيف يمكن ذلك بوجود كم هائل من مستوطنات بنيت في السنوات الأخيرة؟ هل يهدمونها ويطردون نصف مليون يهودي منها حتى يمكن للدولة الفلسطينية أن تقوم؟
هذه الإمكانية أصبحت وراءنا .. أما رمي اليهود في البحر فليس متاحاً، وكذلك نقلهم بالسفن والطائرات إلى أوروبا وأميركا. وتهجير الفلسطينيين بالملايين غير وارد حتى في أذهان أشرار مثل بنيت وشاكيد.
أعتقد أن الدولة الواحدة قادمة لا محال.
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
16/02/2017
952