+ A
A -
شهدت العلاقات القطرية التركية، في السنوات القليلة الماضية، نموا مطردا، ترجمته الزيارات المتبادلة، رفيعة المستوى، والتقارب في الرؤى السياسية والاقتصادية، وحتى الثقافية. توّجه إنشاء اللجنة الاستراتيجية العليا، وما أسفر عنه ذلك من اتفاقيات وبروتوكولات، ساهمت جميعها في تعزيز علاقات التعاون، إلى المستويات التي نراها الآن، والتي تترجمها الأرقام والاستثمارات المتبادلة بين البلدين.
علاقات قطر وتركيا ليست مجرد أرقام، فهي أعمق من ذلك، إذ أن مايجمعنا هو تماثل الرؤى والمواقف السياسية، والعلاقات الشعبية، التي تمثل جوهر أي تقارب حقيقي بين الدول.
من هنا فإن محادثات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وضيفه الكبير فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية التركية، تكتسب أهمية خاصة، تنبع أولا من خصوصية العلاقة بين بلدينا الشقيقين، ومن تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، التي تستدعي التشاور والتنسيق المستمرين، على أعلى المستويات، من أجل الوصول إلى تصورات ورؤى، من شأنها الدفع باتجاه حلول منصفة لقضايا المنطقة، وخاصة القضية السورية، التي تركت الكثير من التداعيات على المنطقة بأسرها.
إن ما يجمع بين قائدي بلدينا من قيم ومثل مشتركة، وما يربط شعبينا من وشائج، سوف يضيف إلى هذه المحادثات أبعادا أخرى، بما يحقق تطلعاتنا جميعا، وبما يوطد هذه العلاقات المميزة، ليس على مستوى بلدينا فقط، وإنما على مستوى منطقة الخليج، التي تحظى بدعم ومساندة الأشقاء في تركيا، حيث تتمتع هذه الدول بتأثير كبير، ودور متعاظم في مواجهة التحديات، التي يشهدها الشرق الأوسط.
copy short url   نسخ
15/02/2017
534