+ A
A -
منذ أن بدأت الانتفاضة المشروعة للشعب السوري برفضه للطغيان والاستبداد، ظل الكثيرون يتابعون الشأن السوري باهتمام متزايد، مبدين تعاطفهم الصادق مع مطالب السوريين في الكرامة والعدل والحرية .

واليوم، وبعد مرور نحو أربعة اعوام على انطلاق الثورة الشعبية بسوريا ضد نظام الاسد، ترتسم عدة معطيات تحمل بداخلها العديد من أسئلة الواقع السياسي.

لقد تابع العالم بكل القارات اندلاع الثورة الشعبية بسوريا التي تزامنت مع توهج ثورات الربيع العربي بانتصاراتها السابقة المعروفة، قبل ان تتعرض بعض تلك الثورات لهجمات مضادة.

ووقتها كنا نرى يوميا تظاهرات ضخمة بكل المدن السورية رفضا للطغيان والديكتاتورية .. ورأينا ايضا تجاوبا اقليميا ودوليا كبيرا مع الثورة السورية.

ان يوميات هذه الثورة العظيمة التي لا تزال موعودة بالانتصار كثورة انسانية تترجم نبض المجتمع السوري في توقه للحرية وانحيازه للحق ورفضه لتسلط فئة قليلة باسم »حزب البعث السوري« على مقاليد الحكم لسنوات طويلة مدخلة البلاد في نفق مظلم، وففي ليل حالك السواد مع تصاعد نبرات أجهزة اعلام يسيطر عليها حزب البعث تزيف الحقائق.

ان التجربة السورية في الثورة ستظل معلما بارزا يلهم شعوبا اخرى نبض الثورة.

في هذا السياق فإن ثقة الشارع السوري بالانتصار لم تتزحزح. ومن المؤكد ان مطالب سياسية تعبر عن نبض الاغلبية في سوريا لا يمكن ان تهزمها محاولات النظام لشراء الوقت وللاستعانة بمليشيات اجنبية تقاتل عناصرها مع «شبيحة النظام».

الامل كله ان يتسارع نبض انتصار الثورة السورية، فليس ممكنا ان يحاول النظام تسويق نفسه للعالم من جديد، وفي ظن قادة هذا النظام البعيد عن واقع السوريين أنه يستطيع الاستمرار لوقت آخر معتقدا ان توحد قوى اقليمية ودولية من اجل مواجهة الارهاب سيؤمن للنظام عودة جديدة للتعايش مع أحداث الوقت الحاضر.

لقد تابعنا طيلة السنوات الماضية كيف ان الشعب السوري ظل صامدا متمسكا بمطالبه العادلة ومقدما التضحية تلو الاخرى في كبرياء الثائرين الحقيقيين.

ان شعبا يؤمن بأنه قادر على تحدي النظام الديكتاتوري وعلى فرض خيار الشعب في الرحية والركامة والعدل، هو شعب لا يهزم مطلقا.

ان اقتراب ساعة النصر للسوريين هو امر حقيقي وستشهد الاوقات المقبلة كيفية تسطير النصر على الديكتاتورية في سوريا.

لقد رأينا في ثورات الربيع العربي كيف صنعت وحدة الشعوب المعجزات فحين وقف الشعب التونسي باجماع كامل خلف خيار الثورة تم طرد بن علي وسمعنا الهتاف التاريخي لاحد الناشطين وقتها وهو يهتف والاعلام الحر ينقل كلمته : »بن علي هرب!».ورأينا ايضا كيف اسقط الشعب الليبي الطاغية القذافي وكيف تمكن الشعب المصري من فرض ارادته والانتصار لخيار اليدمقراطية الليبرالية التي يكون مقياسها الاساسي هو الانتخابات الحرة وما يعرف بـ «خيار الصندوق».



copy short url   نسخ
06/03/2015
4317