+ A
A -
الفراق صعب يؤلم القلب، بغياب الصديق والأخ الذي يستحق كل الثناء بغياب العزيز عبدالعزيز عبدالله أمين التربوي والمعلم والنموذج والمثال، الذي اعتدت أن أعايشه، أجالسه، أمازحه، أسامره، تغيب لحظات الأنس والفرحة والسعادة بغيابه، إلى هذه اللحظة وأنا ورفاقه تتلبسنا حالة عدم التصديق حالة الذهول! كيف ندفن حزننا وفجيعتنا عليه! لا نستطيع نسيانه! كأننا في حلم! إلى الآن مشوشون! غير مصدقين! بالأمس كان معنا نجالسه ونحدثه ونشرب معه الكابتشينو واللاتيه في فنادق الدوحة ومولاتها ومطاعمها، نتذكر تعليقاته ولفتاته وأحاديثه المؤثرة، نذكره ونراه أمامنا يتحدث بأسلوبه الآسر وتفاؤله المعتاد وابتسامته التي تخفي وراءها الأحزان الثقال، العطوف الحنون العاشق للجمال والإتقان والإخلاص والوفاء، نرى روحه المرحة وإسقاطاته الرائعة وعباراته الدافئة ونفسيته المنشرحة فقدنا الأخ عبدالعزيز عبدالله أخاً عزيزاً لن نراه من جديد.. لن نشرب معه اللاتيه من جديد، لن نلتقي معه في العمل من جديد، الموت هادم اللذات ومفرق الجماعات فجعنا بموته، برحيله المفاجئ، أعلم أن سطوري وكلماتي ودموعي وأحزاني لا جدوى منها فالغالي غادرنا ومضى غادر الحياة الدنيا إلى غير رجعة وهذا هو حال الدنيا، يحزن القلب وتدمع العين ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا عبدالعزيز يا (بوعبدالله) لمحزونون.
إنها مسيرة طويلة من الحب في الله، ورحلة سنوات من العمل سوياً، في غرفة بالقرب من مغسلة الأموات وقفت هناك أدعو له والعين والفؤاد يسحان العبرات على الفقيد الحبيب اللهم أكرم وفادته عليك وأحسن منقلبه إليك، اللهم بشره بروح وريحان، اللهم ثبته عند السؤال بالقول الثابت، أدعو نفسي وأدعو أحبته وزملاءه والقراء الأكارم أن نستلطف بعضنا بعضاً قبل أن نفقد بعضنا وأحبتنا قبل أن نفقدهم كما فقدت أحبتي، ومنهم العزيز عبدالعزيز عبدالله. كان صبوراً أمام التحديات، ملهماً بالحلول، قادراً على اتخاذ القرار وتنفيذه، لا يمل محدثه، لا يسأم من أحد، لم يضق ذرعاً بأحد، يستمع ويعلق ويبدي وجهة نظره ويقدم الخير كل الخير لباغي الخير.
كنا محظوظين بالعمل معه ومعايشته ومزاملته ومرافقته في رحلة الحياة، عرفناه وفقدناه رغم أنه سيظل في قلوبنا ما بقينا وذكرى جميلة حاضرة في عقولنا، نشعر بفقده وغير مصدقين أنه غادرنا للأبد ولكن هذه هي الحقيقة، قلوبنا الحزينة تنعيه وعيوننا بدموعها تبكيه، نسأل الله له الرحمة والمغفرة ومبادئه ستبقى محفورة بدواخلنا وذكراه العطرة ستبقى معنا رحمة الله عليك يا صديقنا وأخينا بوعبدالله، ورحم الله قارئاً ترحم عليه ودعا لنفسه ولوالديه وله.. اللهم آمين.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
12/02/2017
1268