+ A
A -
رد الفعل العربي والإسلامي على «قانون التسوية» أو ما سميَّ «قانون شرعنة الاستيطان» معيب ومخزٍ، حتى بت أخشى أن يتولى إرهابيو داعش والقاعدة وشباب الصومال مسؤولية «التحرير»، وأن نصبح عبيداً عندهم يقطعون رؤوسنا متى شاءوا.
أما أيرلندا وبوليفيا والأكوادور وثوار أوروبا وأميركا اللاتينية المدافعون عن حق الفلسطينيين، فهم المناضلون الحقيقيون في زمن الردة، حيث دخل الشيعة والسُنة في صراع متوحش لا تبدو له نهاية في أفق قانٍ مثقل بالحقد والجثث.
سوريا انتهت، العراق محتل، ليبيا مبعثرة، اليمن محطم، إيران تكاد تختنق من كثرة «البَلْع»، وباقي العرب منشغلون بحراسة القليل الذي لم يتحلل، بعد أن فقدوا ثلاثة أرباع عقولهم. أما المسلمون عامة فيطوفون حول كعبة وهمية تُسْكن ضعفهم، بينما الأقصى مرتع للتدنيس والرذيلة.
لم تعد النداءات تجدي في غياب ولو معتصم واحد ينصف مظلوماً أو مظلومة، فيما المدى المتطور مُجدب ومتفسخ مع اندثار الحضارة والحكمة وأصحاب الضمائر. نحن وسط بركة دم أسطورية وفوضى عارمة تذكرني بمشاهد من فيلم «ماكس المجنون» حيث تتدلى الأواني من هياكل السيارات البدائية وهي تقرقع فوق رمال لا حياة فيها، وحيث يقتتل الأحياء بهمجية، على شيء يُؤكل حتى لو كان قلب رضيع.
يتربع في رقعتنا الشاسعة لوردات الحرب وعرابو المافيات والمخدرات وتُجار الأعضاء البشرية والدعارة الذين يقتاتون على لحوم الأطفال، وحيث أضحينا في زمن يَقتل فيه الأب ابنه والولد أمه.
سقطت القيم الإنسانية والأخلاقية، ولم يعد ثمة احترام للكتب السماوية ووصاياها، وبات الواحد منا مستعداً لفعل أي شيء لتأمين كسرة خبز أو شربة ماء، فيما أقفل الإمبرياليون القساة في الطرف الآخر من المعمورة أبوابهم بإحكام. لهم الغنى والكساء والدواء والغذاء ولنا العوز والمرض والألم. لهم المقابر المزهرة والجدران العازلة بينهم وبين من هم دون البشر.
هذا ما يزعمة المتحكمون بالأرض من بني صهيون وعتاة البيض الذين ينظرون إلى غيرهم، كحشرات تستحق الدعس تحت أحذيتهم، ولا تستحق تنفس هواء سجلوه في قضائهم حكراً عليهم.
اهبطوا قليلاً من فناء الحلم إلى مربع الحقيقة كي تُصدَموا، وكي تظلوا تائهين ضائعين والغبار يغطي ملامح وجوهكم الكالحة وجلودكم الملونة السميكة من فرط الأعمال الشاقة.
يقولون لنا إن سائس البيت الأبيض ومن يدور في فلكه قرروا أن الصعود إلى الله ليس إلا من حق ذوي البشرة البيضاء، أو ذوي الجذور اليهودية (النبيلة). أما نحن فليس لنا سوى أشعة الشمس اللاسعة والظهور المحدودبة، والحقد المبرر على عرقكم القذر، مع اعتذارنا لما يسببه وجودنا من إزعاج، نحن العبيد، للسادة السفلة في الطرف النائي من الكوكب.
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
12/02/2017
1434