+ A
A -

كان المفسرون لسورة التكوير يفسرون قول الله تعالى» فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس» (التكوير-15و16) بأن الخنس هي النجوم التي تختفي بالنهار وتظهر بالليل إلى أن أكتشف علماء الفلك حديثا وجود ما يسمونه «الثقوب السوداء» في السماء ووجود «الثقوب البيضاء».
وكلمة «الخنس» تفيد الاختفاء، والكنس جمع كانس أي القائم بالكنس والإزالة. واكتشف العلماء حكمة الله في خلقه لكل الموجودات بما في ذلك النجوم التي تمر في حياتها بمراحل من الطفولة إلى الشباب إلى الشيخوخة ثم تموت بانفجار النجوم العملاقة وتحولها إلى دخان تصديقا لقوله تعالى» كل شيء هالك إلا وجهه»( القصص- 88) ووجد العلماء أن ما يسمونه بالثقوب السوداء هي قبور تنتهي فيها حياة النجوم حين ينتهي أجلها» ولكل أجل كتاب».
وفي التفسير العلمي للآيتين يقول العلماء إن الأرض لها جاذبية تشد من يوجد عليها فلا يطير في الهواء، ولأن الأرض أكبر وأثقل من القمر فإن الجاذبية على سطح القمر أقل من الجاذبية على الأرض.
وهناك نجوم أكبر من الشمس بعشرات المرات، ويقول العلماء إن الجاذبية في الثقوب السوداء أكبر من كل أنواع الجاذبية في الكون، ويقولون إن هذا الثقب هو مركز تموت فيه الموجات الكهرومغناطسية ويموت فيه الضوء، قوة الجاذبية التي تفوق الخيال.
المعادلات الرياضية تشير إلى وجود جاذبية هائلة في جوف الثقب، وهنا قوى الجاذبية الرهيبة التي تجذب أي شيء لتدخله إلى هذا العالم المجهول، ويكفي أن نعرف أن الجاذبية حول هذا الثقب أكبر من جاذبية الأرض بحوالي مليون ونصف مليون مرة.
وهذه الأرقام الفلكية توضح أن هذه ظاهرة كونية تفوق قدرة العقل البشرى كما تفوق قدرة العلم البشرى، وغاية ما توصل إليه العلماء أن أقرب تصور لحالة الثقب الأسود أنه أشبه بدوامة سماوية هائلة، هي جاذبية تجذب كل الأجسام التي تقترب منها إلى داخلها.
ولقد استخدم العلماء كل ما توصل إليه العلم الحديث من أجهزة رصد من خلال موجات الراديو، والموجات الحمراء، وموجات الضوء المنظور، والأشعة فوق البنفسجية، والأشعة السينية (أشعة أكس) وأشعة جاما وكل واحدة من تلك تدل على حالة.
ويدهشنا ما يقوله العلماء من أن المجرة التي تقع فيها الأرض التي نعيش عليها فيها بؤرات لدفن النجوم ويذهب بعض العلماء إلى أن الثقب الأسود في مجرتنا ربما يكون قد ابتلع وأباد حوالي مائة مليون شمس وأن البقية ستأتي، وهذا الرقم الكبير المخيف ليس إلا جزءا واحدا من ألف جزء من نجوم مجرتنا كما يقول الدكتور عبد المحسن صالح.
وكثير من العلماء يعتقدون أن النجوم والمجرات والكون ذاته ستدفن في هذه «الثقوب السوداء». ويعتقدون أن المادة القديمة التي تصل إلى أرذل العمر تموت وتدفن في هذه الثقوب لكنها تبعث مرة أخرى من خلال «ثقب أبيض» لا ندرى عنه شيئا.
copy short url   نسخ
11/02/2017
5533