+ A
A -
(..) تقول أبراج فلك السياسة: من المرفوض أن تخشى ضربةَ شمس، أو ضربةَ برد. لكن من المفروض أن تخشى ضربةَ جامع لو حَكَم عليك القَدَرُ بأن تكون واحداً من رعايا غامبيا.
ضربة جامع نسبة إلى رئيس غامبيا الراحل يحيي جامع الذي رأى من غير الحكمة أن يرحل قبل أن يجمع حصة قصر الرئاسة وسِواها من النفيس والغالي.
كأنها أحدث صيحة في مجال مغادرة الحكم!
البعض يغادر بفضيحة يتبعها السقوط الْمُدَوِّي.. وهذا الجامع يَضْرِبُ توقعاتِ شعبه عرض الحائط، ويَطْرَحُ مستقبَلَ البلد جانبا، ويَجْمَعُ خزينةَ الدولة، ويَقْسِمُ القومَ، ويُغادِر كما يَفعل الكبار في اللعبة..
(..) تمثال الحرية في أرض ماماهم أميركا يَلْطِمُ خَدَّيْه احتجاجاً على ما فعله السيد ترامب بالحرية التي قصقص جناحيها وواراها بين أربعة جدران عازلة تزامنا مع منعه لاستقبال الوافدين من الدول المعدودة التي دُون وَجْه حَقٍّ رأى فيها أنها مُصَدِّرَة للإرهابيين وراعية للمتطرفين..
قرارات ترامب هذه غير المسبوقة تفتح قوسا على أسئلة تَغْلِي غَلَيَان حِقْدِه على المسلمين، في مقدمتها سؤال: هل يَخْتَبِرُ ترامب الشارعَ العربي الذي يهمّه أمرُه ويتحسس ردود الفعل على ما يبدو له شكليا وثانويا قبل أن يُرْهِقَ الضفاف المعنية بأحكام تعسفية..؟!
بينما أكبر هَمّ يُخَمِّنُ فيه المهتم وتَجِدُه يُؤَرِّقُ وحيدَ عصرِه (ترامب) هو: كيف يُرْضي ترامب الأُمَّ الغُولةَ إسرائيل دون أن يُغْضِبَ العرب؟! وربما يسمح السؤال بصياغة ثانية هي: كيف يُرضي ترامب العربَ دون أن يُغْضِبَ إسرائيل؟!
(..) رئيس وزراء كندا السيد ترودو يمسح دموعَ المسلمين وُيَطِّيب جرحَهم بنُصْرَتِه لدينهم من منطلق التشجيع على تعايش الأديان..
مدينة السلام كيبيك تَعدّ قتلاها، وصومعة السلام تُكَفِّن موتاها!
كيبيك صومعة تبكي.. فعصافير السلام تغادر بلا رجعة، وصوت الموت يُصِمُّ الآذانَ..
أعداء الدين من جُبناء وحاقدين يَتَصَيَّدُونَ الفُرَصَ ويَتَحَيَّنُونَ المناسباتِ ليَضْرِبُوا إسلامَنا العظيم ضرباتٍ في الصميم..
مَن الأحمق الذي يُلْحِق هذا الضرر بالمسلمين مع أنهم يؤمنون بالتسامح؟!
مَن المختل الذي سيُصَدِّق أن هذه المجازر سببها شيء آخَر غير الحقد على المسلمين؟!
كل شيء جميل ونقي لَطَّخُوه بالدم وبَصموا عليه بدموع الفَقْد.. والفَقْد كاسِر ومُوجِع..
في كل هذا الليل الموحِش يُشعِل ترودو مصباحَ الأمل الذي يُبَدِّدُ الظلام ويُعيد اليقينَ إلى الواجهة بِحِرْصِ ترودو على زَرْع الثقة في المسلمين الذين طَمْأَنَهم أنهم وَهُمْ في كندا فَإنهم في حضن بلدهم الذي يحبهم.
ترودو بتَصَرُّفِه الحكيم يَتَفَوَّقُ على الواقعة ويُلَقِّنُ الدرسَ.
نَافِذَةُ الرُّوح:
«هل مِنَ الضروري أن تَصْدِمَ عربةُ الزمنِ مَنْ تُحِبُّهُم في حادِثَةِ سَيْرٍ مهولة على طَريقِ العُمْرِ غير الْمُعَبَّدَةِ حتى تَعْرِفَ كَمْ تُحِبُّهُم وأنكَ لا تقوى على أن تَمُدَّ الْخُطَى دُونَهُم؟!».
«تَنْهَضُ خَيلك واقفةً على بُعْدِ حُلْمٍ يَفْصِلُ بين حَيَّيْن مُتَجاوِرَيْن في إحساسك بهما».
«تَتَقرَّبُ إلى مولاك بِـالشرح ولا إلهَ إلا أنتَ سبحانك إني كنتُ من الظالمين، وتتوسل إليه ألّا يرحلَ ضوءُ عينيك وأنفاس قلبك».
«تمامُ الصبر تَسَلُّقُ حبالِ الوَلَه».
بقلم :د. سعاد درير
copy short url   نسخ
09/02/2017
5811