+ A
A -
خمسة تحديات رئيسية تواجه الاتحاد الاوروبي حاليا، وأولها: مزيد من التآكل بعد «البريكست» البريطاني الذي قد يغري آخرين بالانقلاب على هذا التكتل الاوروبي والاقتداء بالبريطانيين، من خلال صعود اليمين الاوروبي في اكثر من دولة.
وثانيها: الهجرة من دول جنوب وشرق المتوسط والتي تهدد بالفعل دول اوروبية، من خلال تسلل الإرهاب بعباءة مهاجرين، أو من خلال نزيف اقتصادي لا يناسب موازنات بعض هذه الدول.
وثالثها: إرهاب «الذئاب المنفردة» أحفاد قدامى المهاجرين، والمتقوقع بعضه في الداخل الاوروبي، والملتحف بخلايا نائمة يصعب تعقبها أو اصطياد اعضائها أمنيا بإجراءات استباقية.
ورابعها: سياسة ترامب سيد البيت الابيض الجديد التي تدير ظهرها للالتزامات الأميركية التقليدية تجاه القارة البيضاء العجوز، وهو ما يدفع القادة الأوروبيين إلى بحث الحاجة إلى توحيد الصفوف وسط قلقهم الذي لا يخفونه بشأن التزام هذا «الترامب» بالحفاظ على ميراث التحالف التاريخي بين ضفتي الأطلسي، ومن ثم تكبيد دول الاتحاد كلفة أمنية باهظة.
وخامسها: القيصر الروسي بوتين المسكون بحلم استعادة أمجاد الامبراطورية الروسية والساعي إلى التمدد باتجاه سواحل البحار الدافئة كحلم أجداده، والذي يدفع الاقتصاد الروسي لاكتناز احتياطي مالي كبير يتيح له كرسيا فخما في نادي الاغنياء بالعالم، فهذه التحديات الخمسة تسرق النوم من عيون الاوروبيين، ومن ثم فإن مواجهتها تحتاج منهم هندسة سياسية غير مسبوقة، والتفافا أوروبيا غير قابل للانفراط، ولهذا عقد قادة الاتحاد الأوروبي قبل أيام في مالطا قمة لبحث عدة أزمات تواجهها القارة العجوز، خاصة وأن القارة البيضاء ترقب التحولات في النظام الدولي المتعدد الاقطاب، وتسعى لحجز موقعها، حتى لا يستمر انتقال مركز الثقل الاستراتيجي التاريخي منها إلى القارة الصفراء.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
06/02/2017
2588