+ A
A -
جل الصحفيين يدخنون! والسيجارة تستعبدهم يضعفون أمامها! كنت أعمل في مؤسسة صحفية رائدة ولكن جل الزملاء فيها يدخنون السيجارة ولكم أن تتخيلوا المكان الذي كنا نعمل به والدخان يتصاعد منه والأجواء غير الصحية فيه! كنا نخجل ونتردد أن نطالبهم بالكف عن الدخان في أقسام التحرير!
هذا الكلام في الثمانينيات والتسعينيات قبل إصدار القرارات الملزمة بمنع التدخين داخل الإدارات والأقسام، رغم أن البعض مازال إلى يومنا هذا يتحايل على القرارات! ويدخن في مكتبه جهاراً نهاراً بإغلاق باب مكتبه عليه ولطع المراجعين خارجه حتى ينتهي من سيجارته ويخفي آثار فعلته بتعطير المكان وفتح النوافذ!!! خاصة وهم صحفيون كبار لهم قدرهم ووضعهم في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة، رغم أن بعضنا كان لا يسكت عن منكر يراه ولا يستكبر أحداً عن أن ينكر عليه، وبعضنا يؤثر السلامة ويكتفي بعدم الاندماج معهم والاقتراب منهم في وقت تدخينهم! العمل في الصحافة والمؤسسات الصحفية في الغالب موبوء بالدخان والمدخنين وكأن التدخين فرض عين أو أنه جالب للسبق الصحفي أو السعادة! رغم أن جلهم يعرف مضاره على الجهاز التنفسي والفم والأنف والحلق والقلب وانسداد الشرايين الرئيسية والتي تؤدي إلى الوفاة والجلطات وارتفاع ضغط الدم والكحة والسعال والالتهابات المعوية وتدمير الأجهزة الداخلية وبلاوى لها أول ما لها آخر! إلا أن التدخين يستهويهم ويستعبدهم! يدير رؤوسهم! وبعضهم أوصله التدخين إلى القبر! إذاً السيجارة والتدخين والدخان بكافة مسمياته شر! والمسكرات شر! والمخدرات شر! ما ظهر منها وما بطن! أقلها وكثيرها! وكم أضاع التدخين من الكفاءات وضاع معه من ضاع! الصحفيون رغم بلاغة أقلامهم، وبراعة أذهانهم، وسعة علومهم إلا أن جلهم تتملكه السيجارة والدخان ويضعف أمامه لا يمله ولا يضيق به! أحب الصحافة وأقدر الصحفيين العاملين في بلاطها والمؤسسات والإدارات الصحفية إنها لوحة فسيفسائية جميلة ذات عطر وطاقة زهر كالحسناء الجميلة الفاتنة التي تشدك إلى جمالها وروعتها وسحرها الأكمل بأسلوبها الأجمل لولا الدخان والسيجارة السائدة والطاغية!! ضحايا الدخان يتجرعون السم ويعطون العسل إنهم ضحايا يحتاجون العلاج والنصح والحزم إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن قبل أن يستسلموا للأمراض التي ستودي بهم إلى القبور! لا تموّتوا أنفسكم قبل أن تموتوا! فالحياة جميلة بالصحة والعافية، والصحة ثروة الإنسان العاقل، والصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، الصحة أعظم نعمة، وراحة البال أعظم ثروة، والصحة أجمل لباس نرتديه دع الدخان ستجد الصحة والمال والحكمة، حافظ على صحتك، شرايين قلبك قبل أن تفقد زهرة شبابك وربما حياتك، وتيتم عيالك! حفظكم الله جميعاً، ورحم الله من رحل! قال تعالى «كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً» والدخان ليس من الطيبات باتفاق العقلاء، إنه أم المصائب ومن أسباب إهدار الصحة والمال والطريق المؤدي للقبر!! والأمر مرهون بك.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
copy short url   نسخ
04/02/2017
1428