+ A
A -
الأستاذة الفاضلة هالة جاسم البحر تربوية قديرة مديرة مدرسة صفية بنت عبدالمطلب الابتدائية تواصلت معها من قريب لتغطية نشاط مدرستها المتميز والتعرف على إصداراتها الجادة الثرية، رائدة وأستاذة ومعلمة أجيال، صاحبة نظرات ولفتات ومبادرات خالدة، تثريك بطرحها الماتع وحديثها المؤنس من أقوال البلغاء والمختصين وآثار السابقين أو المحدثين تنقله إليك بطريقتها التربوية التي لا تخلو من تعليم وتبليغ، وجل روائعها تستحق أن تكون موضوع رسالة ماجستير أو دكتوراه، وهذا حال من يعلم الناس الخير!
تقول في إحدى روائعها المنقولة أن في إحدى الجامعات سأل الدكتور طلابه إذا كان هناك 4 عصافير على الشجرة وقرر 3 منها الطيران فكم بقي على الشجرة؟ فأجاب الجميع واحد! وفجأة اختلف معهم أحد الطلاب! وقال بقي 4 عصافير فكان الانبهار! فسأله الدكتور كيف ذلك؟! فقال الطالب: لقد قلت قرروا ولم تقل طاروا واتخاذ القرار لا يعني تنفيذه! وكانت الإجابة الصحيحة بالفعل! فكم من القرارات تتخذ ولا تنفذ! وكم من مسؤول يتخذ العديد من القرارات ولكن لا يستطيع تنفيذها! لأسباب ومسببات كثيرة نعود لها في مساحات لاحقة بعون الله.
هذه الومضة تلخص واقع الحال، هناك وفرة من الشعارات والكلمات والتصريحات والقرارات نجد أصحابها نجوماً في المجالس وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وعلى صفحات الصحف وكله لا يعدو ـ كما يقول المثل الخليجي ـ عن خريط مجمع تعال يا مسكين وتسمع لا أثر له في واقع البشر! كحال الرجل الذي يستيقظ كل يوم عند الساعة السابعة وتفوته صلاة الفجر ويسأل الله قصراً في الجنة! فيرد عليه صاحبه إنت احمد ربك لو لقيت لك موقف تصف فيه سيارتك حزة الدوام! مب قصر في الجنة مع وجهك الذي لا يقرأ الحمد! يخب عليك القصر! إن الكثير من الناس يبربر ويجعجع بلا طحن! والكثير من يتمنى على الله الأماني! يعيش في الأحلام والأوهام والخيالات وأحلام اليقظة مستمتعاً بالبروز السلبي والشو الذي لا يودي ولا يجيب! والتسرع والاندفاعية والبذاءات صفات تلازم بعض هذه النوعية بكل أسف! التي تفتقد للحكمة والوعي! بالمقابل هناك عينات عاقلة راشدة موضوعية كبيرة القدر في كل المجالات نتشرف بها ونتغنى بها في كل مناسبة ومحفل وندعو لها بالخير في حياتهم وبعد مماتهم ـ غفر الله للأموات منهم وأسكنهم فسيح جناته وحفظ لنا الأحياء منهم وأطال أعمارهم وأحسن أعمالهم وسدد على طريق الخير والحق خطاهم الحريصة على الإفادة والاستفادة ونقل المعرفة وثمرة الفائدة، وهل في الحياة أجمل من نقل المعلومة الصحيحة والمعرفة للناس حتى تدعو لك وتذكرك بالخير.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
03/02/2017
1195