+ A
A -
عندما تَنْطفئ الابتسامةُ ويَشْحَبُ وجهُ الفَرَحِ ويَدْمَعُ الوردُ ماذا تنتظرُ من حياتك وبأيّ عينين سَتَرَاهَا؟!
عندما يَغيبُ إحساسُك بحياتك وتَشْعُرُ بأنك مُجَرَّد أداةٍ لا تَدْري إن كان يَسْتَعْمِلُها غيرك أو انتهَتْ صلاحيتُها أو مازالتْ عاطلةً عن الاستعمال، ستتساءلُ:
لماذا أنت موجود؟!
وما فائدة انتظارك لأشياء أَقْسَمَتْ أَلاَّ تَأتي؟!
عندما تُقَرِّرُ ألاَّ تَكْذبَ على نفسك وألاَّ تُنْكِرَ أنك مُعذَّب وتعترف بأن الألمَ سَكَنَكَ، جعل منك مدينةً اتَّخَذَها عاصمةً، بِمَ ستَشْعُرُ أكثر من أن تَشعرَ بأن عَدَمَ وُجودك أَرْحَم من وجودك!
عام يَجرُّ العامَ.. رِحْلَةُ العذابِ واحدة والحُزْنُ واحد..
فنجان قهوتِك العربية يَقول: «قُدَّامك سِكَّةُ عذابٍ».. وقارئةُ كَفِّك تَقول: «قُدَّامك باب مُوصَد».. والفَلَكي البائسُ يَفْغَرُ فَاهُ مندهشا من تلاقي الكواكب..
والعالَمُ العربي (يا عربي) إلى أين وَصَلَ؟!
مازال طفلُ الثوراتِ يَحْبُو.. ومازال حصانُ الإصلاحاتِ يَكْبُو..
بماذا ستأتيهم هذه السنةُ؟! وماذا ستُخَبِّئ لهم في حقيبتها من مَرايا مستقبَلٍ بدون ملامح؟! أَمْ تراها تَقفُ دقيقةَ صمتٍ حِداداً على من فَقَدْناهُم قبل أن تُوَزِّعَ علينا (السَّنَةُ) خيباتِها بالعدل؟!
عندما يَسقطُ سِتارُ الإحساس والتفكير الحُرّ بِصَوْتٍ مَسموعٍ فَلْتَحْفِرْ حُفْرةً تُواري فيها جُثَّةَ المحبةِ، ولَسْتَ في حاجة إلى أن تَغْرسَ فوقها وردةً..
كُلُّ شيءٍ سَتَمْحُوه رمالُ النسيان: حرارةُ عناقِ كَفِّ راحِلٍ لِكَفِّ زاحِفٍ على بُعْدِ قَدَمٍ من الموت.. لمسةُ قُبْلَةٍ تَطيرُ قبل أن يُناديها فَمُ صغيرِك في غابة الموت.. دِفْءُ نظرةٍ تَذْبَحُها رصاصةُ وحشٍ (في صورة إنسان) يَبِيعُ الموت.. ونَبْضُ قلبٍ لِقلبٍ يَشْتَهِي وَصْلاً لا يُدْرِكُهُ الموت.
نَافِذَةُ الرُّوح:
«طُيورُ الليلِ تَبْكِيني
ودَمْعِي لَيْسَ يَشْفِيني
وما بَانَتْ عَناقيدي
لِكَأْسٍ سُكْرُها صِيني
أُناجِي اللَّيلَ والذِّكْرى
وبَحْراً كانَ يَأْويني
وأَسْلُو لُؤْلُؤاً أَغْرَى
فَمِي وامْتَدَّ يُدْنيني
إذا ما غُصْتُ أَدْعوهُ
جَرى الموجُ يُجافيني
أُؤَاخِيها وتَحْتالُ،
هِيَ الدُّنْيا تُعَادِيني
أَنُوءُ كُلَّما الْجَفْوُ
تَمَادى في شراييني
وأَنْأَى عن مَلاذَاتي
وأَنْقَادُ لِسِكِّيني
أَلا يا قَلْبُ فَلْتَدْمَعْ
أَلا يا عَينُ قَاضِيني
أَلاَ يا شَمْعَ رُوحِي ذُبْ
أَرَى قَبْري يُناديني».

بقلم : سعاد درير
copy short url   نسخ
02/02/2017
6802