+ A
A -
مقالتي اليوم هي ليست من صنع الخيال وليست مجرد حكاوي خطها قلمي المتواضع وإنما هي واقع وليست فلسفة، بل هي قصص تحكى في معظم الأماكن وكل منا يحيكها بأسلوبه وبالحياة وبين شوارعها نسجت تلك الحكاوي وهذا بعض ما حكي...
نحن بالحياة عابرون بكل ألوانها بين شوارعها ومبانيها وأزقتها ماضون مهما أعترتنا من عثرات.
ومهما كانت هناك مطبات ومسرات وأفراح.. دوامة الحياة لا تتوقف ودروبها بها قصص وحكايات وعبارات تحكى وتقص وبكل خطوة ودرب بها مئات الألوف من الحكاوي حكيت وخطت...
لذا في طرقات الحياة ودروبها، تلتقي بأناس محملين بالسلبية وبالشكوى ترتفع أصواتهم بالصراخ معددين حقوقهم التي هضمت وامتيازاتهم التي لم تقدر، بينما يطأطؤون الرؤوس ويَصمتون ويخافون ولهم كلمة (خلها على الله)!!
ولكن عند مطالبتهم بواجباتهم التي قصروا في أدائها والتزاماتهم التي لم يلتزموا بها هنا نجدهم صامتون لا حراك... فكانوا كالطامعين المتواكلين الذين يسيرون في الحياة سير الأعرج ثم ينقمون عليها من حرمانهم مما يعتبرونه حقاً مهضوماً بالحقيقة نتيجة تقصيرهم وعدم قدرتهم على أداء المطلوب منهم ويقول سيدنا علي، رضي الله عنه: «الحقّ أوسع الأشياء عند التواصُف وأضيقها عند التناصُف».
جذور الحق والواجب واحدة وكأنهما وجهان لذات الثوب، ووجهان لعملة واحدة بمعنى هو واجب على غيري وواجبك هو حقّ لغيرك.
لابد أننا نعي بدواخلنا حقيقة التقصير ولكن الواقع هذا لا نعترف به ولا بد لنا أن نعرف بأنّ بذل الواجبات هو أفصح محامٍ وأعدل قاضٍ وأقوى وأفتك سلاح لنيل الحقوق
على مستوى الدوائر الخمس التي يدور في فلكها الفرد والشخص على مدار الساعة
(الدين، الذات، الأسرة، الأمّة، الإنسانيّة)، وما سواه لا يعدو سوى قعقعة بلا جيش وطرقعة بدون طبول وفضاوة رغم الزحام هنا وهناك.
فما نهضتْ الأمم من كبواتها ولا برأت الشعوب من نكباتها إلا بعد أن علا صوت الواجب والحق وبانت الحقوق، فمثلاً دولةٌ كاليابان مَن يتخلّف عن الوفاء بواجبه الاجتماعي خائن يستحق أقصى أنواع العقوبة.
قد يتحسّر واقعنا الذي نعيشه قائلاً: ها نحن نُعطِي ولا نأخذ ونبذل الواجب ولا نظفر بالحق ونعطي ونؤدي المطلوب ومع ذلك نحرم من الترقيات ومن المناصب وتهضم حقوقنا.. وغيرنا ينعم بكل شيء من ترقيات ومناصب دون تعب ودون جهد يذكر ونعلم أن الحياة والتعب والجهد المبذول ليس مجاناً وإنما وراءه حقوق وواجبات والحقيقة التي نعلمها جيداً هي
ليست غياباً للموازين بين الحقوق والواجبات، ولكنّها الحياة التي صارتْ غابة، وللغابة ميزان يغاير موازين الحياة، فإذا جاز أن تكون العُملة ذا وجه واحد، فما جاز للحياة أن تكون بلا ميزان ولا جاز للحقّ أن ينفصم عن الواجب.. كذلك العطاء لا بد له من مقابل..
نداء أعرف حقوقك جيداً لتستطيع المطالبة بها بالوقت المناسب الحياة تحتاج للقوة والثبات والثقة بالنفس لتمضي بخطى واثقة لا بد لك من الإخلاص بما يوكل لك من مهمات وتحلى بالأخلاق مهما حصل فهي التي يرتقي بها الشخص قبل أي شيء.. وأترك عنك الثرثرة التي لا فائدة منها.. فالدروب قد ملأت وتعبت من كثر ما قيل بها.. كن أنت المفتاح السحري لنفسك لا تتأثر بالقيل والقال أعبر بهدوء وأمضي بالدروب كالريشة مرة تطير وأخرى تحملها نسمات الهواء وتقذف بها وتارة أخرى تصل لما تريد بالعزيمة والإصرار.
إيمان عبدالعزيز آل إسحاق بقلم:
copy short url   نسخ
01/02/2017
6851