+ A
A -
إذا كانت الحياة مدرسة، وفصولها تجارب، وأبجدياتها معرفة، ومحصلتها ذكريات، فالعيش إلّا الذكريات، عرفنا الأستاذ الفقيد عبدالعزيز عبدالله أمين بوعبدالله قوياً صحيح الجسد متين البنيان، تعب في أيامه الأخيرة تعباً عارضاً ألزمه الفراش في المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة ومحبوه لم يتركوه زاروه وعادوه ولازموه عن حب ووفاء، إلا أن إرادة الله كانت نافذة فقد استرد الله أمانته، وكما يقول زميله الذي عايشه سنوات عدة الأستاذ عادل الخلف (كل شيء في هذه الدنيا إما أن يتركك أو تتركه إلا الله، إن أقبلت إليه أغناك وإن تركته ناداك). وكما يقولون أهل الدنيا عايش من تعايش فإنك مفارقه وقد جاء الخبر الذي كسرنا وآلمنا وأبكانا وأدمانا وانحط فوق رؤوسنا! مات الأستاذ والمعلم والنموذج التربوي عبدالعزيز عبدالله أمين وترجل الفارس وفارق دنيانا، وكلمة موت تعني كل حي إلى ممات، ما من واحد إلا وشهد موت عزيز أو حبيب أو قريب، وموت الأخ العزيز الأستاذ عبدالعزيز كبير عندي وعند أصحابه الأطايب الأصايل، كان- رحمة الله- عليه ألف مرة عزيز علينا، حبيب إلينا، ألم بنا حزناً كبيراً بوفاته وفقده حتى اللحظة، أكثرنا غير مصدق في ذهول، مما حدث! سرعة الأحداث وتلاحقها كانت بالنسبة لنا أكبر وأعمق من أن أكتبها أو أسردها في هذه المساحة الصحفية المحدودة! كانت علاقتنا أخوّة دائمة بفطرة سليمة وقلوب نظيفة لا مصلحية ولا غير ذلك، أخوّة لله في الله، بموته فقدنا تركيزنا وفقدنا شعورنا وفقدنا تفكيرنا! غسلوه أخوانه وأبناؤه ومحبوه وكفنوه ووري الثرى وكنا معهم غير مصدقين ما يحدث نبكيه وندعو له التثبيت، مشينا مع الناس في زحمة الناس في المقبرة التي امتلأت بالمحبين والمشيعين لمحبة وضعها الله له في قلوب الناس وزملائه وأحبابه ووجوه لا أعرفها وما كنت أعلم أن له في قلوبهم كل هذه المحبة حتى مات، رجعت من المقبرة وأنا لا أزال في دهشة المفاجأة وانفض المعزون، وذهب الكل في حاله، وبقينا أنا وأصحابه ورفجانه نجتر ذكرياتنا مع صاحب البصمات واللفتات والومضات مع الفقيد العزيز عبدالعزيز عبدالله أمين لنجد فيها أنفسنا ونسترجع معه أمسنا- رحمة الله عليه- وصدق من قال (ما العيش إلّا الذكريات).
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
30/01/2017
1563