+ A
A -
يسعى دونالد ترامب الرئيس الأميركي الجديد ان يخيب ظن الذين كانوا يتوقعون ان تتبخر وعود «ترامب المرشح» في زمن «ترامب الرئيس»، أو الذين كانوا يظنون ان «المقاول» ترامب يعرف كيف يسوق نفسه، وانه - لا محالة - سيكون هناك فرق بين وعود الانتخابات، وتضاريس الواقع الوعرة، فاذا بالرجل يتخذ قرارا بمنع دخول مواطني 7 دول شرق اوسطية الولايات المتحدة، وايضا يتخذ قرارا بالشروع في بناء السور الذي سيغلق الحدود الأميركية- المكسيكية، وانه اوعز لاجهزة الأمن في بلاده بمطاردة المهاجرين غير الشرعيين في ولايات ملاذهم، وانه يبحث حاليا المرحلة الأولى من مشروع نقل السفارة الأميركية إلى القدس، استجابة لطموح اسرائيل القائل: انه لا صهيونية بدون القدس الموحدة ، وكل هذه القرارات بمثابة الحفنة الأولى من «الترامبية»، اذ غالبا ان جراب الرئيس الأميركي الجديد كما جراب الحاوي، سيكون فيه الكثير من القرارات والاجراءات القادمة والمثيرة وربما المباغتة، وعلى اية الاحوال فإن الاخطر فيها حتى الآن هو مشروعه لنقل السفارة الأميركية إلى القدس، والذي سيفوق في تداعياته اقوى الزلازل التي تعرضت لها منطقة الشرق الاوسط، اذ ان هذا المشروع يطرح بينما الأمن القومي العربي في حالة انكشاف، أو قل في حالة عراء استراتيجي، يزيد من وعورة ان ترامب يسعى ايضا إلى رتق الرتوق التي تركها اوباما في العلاقات الأميركية- الروسية، لتصبح روسيا صديقا لأميركا، وهي الصداقة التي تربك حاليا الاوروبيين، وتثير مخاوف الصين قبل ان تثير اسئلة عديدة لدى بعض العرب، اذ من المشروع توقع ان تكون هذه الصداقة على حسابهم في اغلب الظن.

بقلم : حبشي رشدي
copy short url   نسخ
30/01/2017
1865