+ A
A -
الحديث يتواصل عن المغفور له إن شاء الله  الفقيد الأستاذ عبد العزيز عبدالله أمين (بوعبدالله) الأخ والصديق والحبيب والمثال والنموذج  الذي نذر نفسه للعمل والذي فارقنا فجأة أشهى إلى النفس من الحديث عن  (س) أو (ص) الذين نذروا أنفسهم للشهرة والشو والبروز السلبي والذي قذف بهم إلى أعلى المراتب في الزمن الخطأ!! أو عن أي موضوع آخر لا يأتي إلا بالهم والحسرة! (بو عبدالله) كان الأقرب والأكمل والأجمل نذر نفسه للتربية والتعليم والجد والإتقان في العمل، حديثي عنه وحنيني إليه شيء طبيعي فقد زاملته وعايشته ورافقته وجالسته ونادمته ولا يعرف الإنسان قيمة الآخر إلا حين فقده! كان ينمي في الطالب شخصيته، يعلمه حب المدرسة والالتزام والانضباط، يغرس في نفسه بذرة العطاء، كان يبذل وسعه ويستنفد جهده على الطلاب في تقويمهم وتعليمهم، لا يقعد إلا نادراً في مكتبه جل وقته في الساحات والفصول، من الساعات الأولى  يقف عند بوابة المدرسة يرقب ويرصد حركة الطلاب القادمين، وجوده في حد ذاته رسالة وتعليم، وتطبيق للحديث كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.. كان يستفيد من الكثير الموجود في المدرسة ولا يتذمر من أجل القليل المفقود، وهؤلاء هم القياديون صح! ما يحدث اليوم في الميدان يثير الأسى والألم، فالبعض يبدع في أساليب الغياب المرضي بعد أن قضى على العرضي ويتحايل للتسرب من العمل أو المدرسة بألف حجة وحجة ! أو التأخير  بألف مبرر ومبرر! لذلك نأسى على الحال! كان المعلمون يقدرونه ويسارعون عن حب ووفاء إلى إجابة طلباته ويتسابقون إلى تحقيق رغباته التي تصب في المصلحة العامة ومصلحة الطالب، كان بو عبدالله يتوسم من واقع خبرته في بعض زملائه من المعلمين مهارات القيادة ويرعاها ويقلدهم بعض المهام لينميهم ويطورهم، وكان يزكيهم ويذكرهم عند المسؤولين، ويرشحهم للإدارة والقيادة، وكم من الزملاء والإخوة المعلمين توسدوا القيادة ورأس الهرم في الإدارات، في عدد من المدارس الحكومية أو المستقلة اليوم، وجلهم كانوا ينهلون من خبراته ويتعلمون منه، وقد حقق بنظرته الثاقبة وبعد نظره مبدأ تكافؤ الفرص القيادية في المدارس والميدان بعيداً عن البيروقراطية والعقليات الديغماطية، والشخصيات المتخشبة السائدة، رحمة الله عليك يا بو عبدالله، رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته. 
وللحديث تتمة غداً..  وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
29/01/2017
1015