+ A
A -
ترجل الفارس النبيل عن صهوة جواده وترك الميدان بعد أن أفنى زهرة شبابه في خدمة التعليم والتربية والميدان فأبلى خير البلاء وأحسن الأداء في الصدق في البذل في الإخلاص في العمل والصبر في مواجهة التحديات للارتقاء بالطلاب حتى يتحقق بهم ولهم ما يرجوه ونرجوه من ثمار الخير، رحمة الله على الأستاذ عبدالعزيز عبدالله أمين الذي فارقنا من قريب، فلقد كان نادراً في رحابة صدره مع صحبه ورفاقه وطلابه والناس أجمعين، لست أنسى لحظاته ووقفاته وإجراءاته عندما كان مديراً وعندما كان موجهاً في التعليم الأهلي وعندما كان رفيقاً معي في دربي وعندما كان خير صاحب وخير نديم، كان مديراً ولكن ليس كغيره لا يشبهه في الإدارة أحد، كان متفرداً بسمات ومهارات ومواهب إدارية بالفطرة، عارف أسرارها، وجامع شواردها، تحس إذا جالسته أنك تستفيد من مدرسته من فكره من لفتاته واسقاطاته، إذا تكلم أضاف لك وأثراك بملاحظاته ووجهات نظره وأغناك بثرائه المعرفي، لقد كثر اليوم الأساتذة والمديرين ولكن ذلك الطراز من أمثال الفقيد بوعبدالله قليل ونادر هذا إذا أحسنا الظن في الموجود! العمل بجانبه حياة ومسرة وسعادة تبقى في النفس أثرها، وكم من النجاحات والإنجازات حققناها سوياً لا تزال إلى اليوم راسخة في ذهني وصداها في أذني وصوت المغفور له بإذن الله في مسمعي وصورته في قلبي، كان متقناً في عمله رغبة في الأجر من الله، كان كالأب لأبنائه الطلاب يهتم بشؤونهم صغيرها وكبيرها، رحيم وشديد معهم حازم وحاسم، أما الطلاب الأشقياء فكانوا يهابونه ويخافونه الخلف منهم عن السلف وكانوا يدعونه ويصفونه ب(خوفو)! نزل إلى مستوى التلاميذ فهمهم ولمسوا حرصه عليهم فأحبوه واستفادوا منه الكثير، كان لقوة شخصيته ونبل صفاته أعمق الأثر في نفوسهم وسلوكهم وتكوينهم كان يقضي الساعات الطويلة في الفصول وأحياناً كثيرة يشغل حصص الاحتياط معهم يتابعهم ابتغاء ثواب الله فيهم، سخر نفسه لطلبته وصرف صحته عليهم وأحياهم من جديد واستطاع تحقيق الهدف أوقد في الطلاب العزائم وغردت في الساحات الحمائم وكم من الوقائع والمواقف تسجل حسنات الرجل وتزيدنا إعجاباً به واحتراماً وتقديراً له.
رحم الله الأستاذ عبدالعزيز عبدالله أمين بوعبدالله رحمة واسعة وغفر له وأسكنه فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون..
ربي ارحم كل الذين علموني ودرسوني وأثروني ورعوني بالحب أجزهم عني خير الجزاء الأحياء منهم والأموات.. ورحم الله قارئاً قال آمين.. وللحديث بقية غداً إن شاء الله.
وعلى الخير والمحبة نلتقي

بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
27/01/2017
2437