+ A
A -
تظاهر أكثر من مليوني شخص في شوارع واشنطن ومدن أميركية، غداة تنصيب الرئيس الأميركي الجديد، بالتزامن مع هجوم جديد شنه الرئيس دونالد ترامب ضد وسائل الإعلام متهما إياها بالتقليل من حجم المشاركين في حفل تنصيبه، وهي إشارة أخرى تعكس طبيعة العلاقة الصعبة التي ستحكم ترامب ووسائل الإعلام خلال السنوات الأربع المقبلة.
من أبرز وعود ترامب، خلال حملته الانتخابية «تطهر» الطبقة السياسية في واشنطن، لكن يبدو أن مشكلة ترامب الرئيسية مع الشعب، وليس مع هذه الطبقة التي يتهمها بالفساد، لقد كان ذلك واضحا من خلال المظاهرات الضخمة التي شهدتها واشنطن ومدن أميركية كبرى، ودول غربية أخرى، وهي تعكس، في أحد وجوهها، وجود معارضة كبيرة لما ورد في خطاب التنصيب، الشعبوي بامتياز.
يرى وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير أن تولي ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة يشكل قطيعة عن النظام الذي عرفه العالم حتى الآن، متوقعا حقبة مضطربة في عهده، ويقول «مع انتخاب دونالد ترامب طويت نهائيا صفحة عالم القرن العشرين، على العالم أن يستعد «لحقبة مضطربة، وكما في كل مرحلة انتقالية هناك نقاط غموض لكن في هذه الحقبة من الفوضى الشاملة الجديدة، فإن الأمر يمضي أبعد من ذلك». لقد تحدث الرئيس الجديد مرارا عن «أميركا موحدة»، لكن الأمور تسير في اتجاه آخر، فالأميركيون أكثر انقساما من أي وقت آخر، والرئيس ترامب لا يبدو قادرا على عكس الاتجاه.
تشير هيمنة الجمهوريين في واشنطن إلى أن الانقسام الحزبي سيزداد عمقا على الأقل على مدى العامين المقبلين حتى انتخابات الكونغرس المقبلة.
لا شك أن ترامب عمق الانقسامات التي كانت قائمة بالفعل في الولايات المتحدة في قضايا مهمة مثل الأمن القومي والحقوق المدنية والتغير المناخي.
تقول ويندي شيلر أستاذة العلوم السياسية بجامعة براون «تقسيم البلاد وصفة جيدة للفوز في الانتخابات لكنه ليس وصفة للنجاح في الحكم».

بقلم : حسان يونس
copy short url   نسخ
26/01/2017
4164