+ A
A -
سُرقت من أمام أوراقي المبعثرة والأبحاث الخاصة بالمناهج المعرفية في التنمية البشرية، لأقتبس من هنا وهناك بين السطور معاني عدة لعاملين أساسيين في النفس البشرية، قد صيغت بصورةٍ أو بأخرى على أنهما وجهان لعملة مميزة من الممكن لهذه العملة أن تكون «التنمية» إلا أن بعض الكتب قد صنفتها من المعايير الأساسية في مجال التطور الإيجابي، لن أطيل عليكم شغف المعرفة فهما «الثقة بالنفس والإرادة القوية»
لمحة سريعة نقلتني للتأمل في تاريخ المنطقة من خلال اطلاعاتي المعرفية البسيطة لواقع النهضة بدولة قطر منذ استقلالها عام 1971م حتى يومنا هذا، لأجد أن خطط التنمية بالدولة قد مرت بمراحل انتقالية عظمى خلال هذه الفترة، ومنها يدرك معي كل قارئ أن ما تم خلال الأعوام المنصرمة من تغيير في الخطط التطويرية لم تكن تعمد على تغيير الرؤية بأي شكل من الأشكال، وفي كل مرحلة انتقالية قد ساهمت الخطط التنموية وبشكل فعال في تحقيق الرؤية بصورة أسرع وهذا ما أكده التنوع في أشكال التطور خلال أقل من خمسين عام على تأسيس الدولة، وعلى أثر ما تم ذكره ندرك أن زيارة سمو أمير البلاد المفدى، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله ورعاه، للمشاريع الصحية وتفقده لها لم تكن من باب الإشراف العام على المراحل التنفيذية فقط، ولكنها زيارة ذَا أهمية عالية يدركها من هم متخصصون في التنمية البشرية وأيضاً من هم يحملون ذات الاهتمام من الناحية المعرفية، فخطاب صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، احتوى فقرة ملفتة وجب على الجميع الإصغاء لها وبعناية تامة في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش» 2016 والذي أنشئ عام 2013 مع تولي سموه مقاليد الحكم في البلاد.. قالت سموها: «ولتجسيدِ هذهِ الرؤية على أرضِ الواقع شرَعْـنا في الاشتغالِ على ثنائيّةِ التعليمِ والصحة التي تتلازم شرطيّاً مع البحث العلمي والابتكارِ والتنميةِ المستدامة، وفي الصميمِ منها التنميةُ البشرية».
أعزائي القرّاء نلخص بذلك أن حبيبتي قطر رسمت خارطتها على كفوف أبنائها مرفرفة بهم عنان السماء، ثقة عالية من القيادة الحكيمة هي التي جعلت من شعبها ذَا إرادة فذة، كاسرة لكل قالب ممكن أن يضعها فيه المجتمع الدولي، والحق ها هنا يُقال الدرس الذي تعلمناه والذي لا يمكن أن ينساه العالم على مر العصور، الثقة بالنفس والإرادة القوية تجعل من المحال سهل المنال.
بقلم: روضة عمران القبيسي
copy short url   نسخ
22/01/2017
4216