+ A
A -

لم يعد مستبعدا ان يكتشف الحرس الثوري الايراني انه عقرب يلدغ نفسه في نهاية الامر، ليس فقط لانه توسع بصورة تفوق قدرة ايران على احتواء ما ابتلعته، ولكن لأن الروس انحازوا بشكل واضح لأنقرة، ويعملون على الارض لتحقيق اهداف أردوغان في سوريا، وبدأوا عملية تنحية طهران جانبا، هناك.
هذا الكلام ليس ذا طبيعة استنتاجية، بل هو مستقى من اعتراف كرره موقع «تابناك» الالكتروني القريب من دوائر صنع القرار الايراني، اكثر من مرة خلال شهر يناير الحالي. ويمكن لكل قارئ ان يفتح «غوغل» على ذلك الموقع ويقرأ تفاصيل مهمة عما نحن بصدده في هذا المقال.
فقد حذر الموقع المذكور من تبعات الانحياز الروسي التدريجي والثابت لاهداف تركيا في شمال سوريا. ويدير موقع «تابناك» محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري وأمين عام مجمع تشخيص النظام، والمعروف بمواقفه المتشددة تجاه الصراع في سوريا. وفي سياق دعوته الايرانيين الى التخفيف من تفاؤلهم تجاه ما سيحدث هناك، تساءل الموقع عما اذا كانت محاولات تركيا لانهاء الحرب هناك تشكل تهديدا لأهداف ايران، ومعها بالطبع نظام دمشق.
ومما قاله رضائي وأقر به في الموقع، ان روسيا استبعدت ايران من المحادثات التي أدت الى وقف اطلاق النار في سوريا، فيما بدأت القوات الجوية الروسية بمساعدة الاتراك في عملية «درع الفرات» ضد داعش والمتطرفين الاكراد. وقال «تابناك» بلهجة الاستياء انه كان من الصعب ان نتخيل قبل بضعة شهور رؤية طائرات «سوخوي 24» وهي تمهد الطريق للقوات الموالية لانقرة، لتحقيق تقدم في شمال سوريا، مستنتجا - اي الموقع - بأن تركيا ستتحقق اهدافها قريبا في تلك المنطقة.
غير ان ايران ليست وحدها القلقة، فهناك مخاوف في حلف الاطلسي من التقارب بين روسيا وتركيا. وتعتقد موسكو انها بتعزيزها للعلاقات مع انقرة، ستضعف الجناح الشرقي للناتو، في الوقت الذي ألمح فيه وزير الدفاع التركي الى ان بلاده قد تغلق قاعدة انجرليك المهمة جدا.
ويرجع النقاش الدائر في تركيا حول مستقبل القاعدة، الى ان القيادة لم تعد ترى اهمية للبعثة الجوية الاميركية في انجرليك ما دام ان الطائرات الروسية توفر الدعم المطلوب للقوات التركية.
ومما اقدمت عليه روسيا ايضا انها تعهدت بمنع قيام كيان كردي شبه مستقل في الجانب السوري من الحدود معها، وهو ما لاقى ارتياحا بالغا في انقرة. وفضلا عن ذلك فإن الروس وليس الاميركيين، هم الذين يتحكمون في مسار الاحداث بالشمال السوري، مما دفع الايرانيين الى التساؤل حول امكانية دعوة الكرملين بمنتهى الهدوء واللياقة الى تخفيف انحيازها الى انقرة، على حساب طهران.
يتبع غدا
بقلم : مازن حماد
copy short url   نسخ
21/01/2017
1090