+ A
A -
اتفاق قادة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض على انهاء « سوء التفاهم» الطارئ الذي عكر صفو العلاقات الاخوية الضاربة جذورها في اعماق الزمن بين الاشقاء في دول الخليج العربي، اشاع ارتياحا عميقا بين ابناء الاسرة الخليجية والعربية الواحدة لما لهذا القرار من اهمية استراتيجية في ظل الظروف والتطورات الخطيرة التي تعصف بالمنطقة.

وقرار قمة الرياض الذي نزع « الفتيل» باعادة سفراء المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الامارات العربية المتحدة الى الدوحة، يمثل خطوة في المسار الصحيح، بل هي تصحيح للمفاهيم وخطوة ذات قيمة عالية وعميقة باتجاه تمتين التلاحم الخليجي، وفتح لافاق رحبة نحو تطوير العمل العربي المشترك، واعادة احياء للتضامن العربي المطلوب بالحاح في هذه المرحلة التاريخية المفصلية في تارخ الاقليم والمنطقة، لما تحمله هذه المنطقة من انعكاسات ايجابية قد يلمسها المواطن العربي والخليجي في المستقبل المنظور.

وقرار القادة في ازالة « سوء التفاهم» بين الدوحة والعواصم الثلاثة الذي اقلق ابناء الخليج العربي، واشقائهم في الوطن العربي، جسد الحكمة والحنكة السياسة للقيادة القطرية خصوصا والخليجية عموما، وقدرتهم على العودة وتفكيك كل سوء تفاهم او خلاف مهما كان وفي الوقت المناسب، لدعم وتمتين وتماسك الوحدة الخليجية التي تعتبر التجربة العربية الانجح حت اللحظة من بين التجارب الوحدوية العربية على مساحة التاريخ العربي الحديث.

ويجسد قرار عودة السفراء الرغبة الصادقة بين قادة دول مجلس التعاون على تجاوز كل ما يمكن ان يعترض المسيرة الخليجية نحو الوحدة الخليجية وان كانت بطيئة الخطوات، ويفتح الطريق امام حث الخطى نحو مستقبل اكثر اضاءة واشراقا، كما انه يسد الابواب والمنافذ امام كل من يفكر العبث بالامن والاستقرار الخليجي عبربوابة اي خلاف او سوء تفاهم بين الاشقاء.

ويكتسب هذا القرار اهمية استثنائية لسببين اثنين اولهما انه جاء من غير اي وساطة من خارج المنظومة الخليجية، وهو ما يعمق القناعة بأن البيت الخليجي متلاحم وقوي الاركان والاساسات، وثانيهما انه جاء والدوحة تستعد لاستضافة القمة الخليجية التي من المأمول ان تحقق في ظل هذا التلاحم الخليجي المتجدد المزيد من تطلعات واآمال الاسرة الخليجية الواحدة والتنسيق العميق بين الدول الست، والعمل على تعزيز التعاون والتضامن العربي بصورته الاشمل لمواجهة كافة التحديات التي تهدد امتنا العربية من المحيط الى الخليج.

كاتب أردني



copy short url   نسخ
22/11/2014
3892