+ A
A -
لا أرى من حَقّ زوجةِ رَجُلٍ مجنون بحبها سِوى أن يُقَلِّدَها بقلادة نوبل!
ولو كنتُ مكانَها لما رضيتُ بأقل من جائزة نوبل.. ولو كنتُ مكانَه (زوجها) لما تمنيتُ لها أفضل من جائزة نوبل.. ولو كنتُ مسؤولة عن إدارة جائزة تَفَوُّق لما تَوانيتُ عن تخصيص جائزة بحجم نوبل للمتفوقين في الحُبّ.
ألا يحقُّ لنا أن نُكَرِّمَ الحُبَّ من خلال تكريم امرأة تُحِبُّ وتُحَبُّ، تُحَبُّ من قبل زوجها إلى درجة الوله، إلى درجة جَعَلَتْه متيَّما، إلى درجة العبادة؟!
القاعدة أن وراء كل رجل عظيم امرأة. لكن الاستثناء (والحال هذه) أن وراء كل عظيمةٍ في القلب والعين رَجُلا مجنونا بحبها لا يَكفّ عن غرس ورود عشقها في كل وقت وحين، ولذلك ما فتئ ينبض لها قلبُه: «أُحِبُّكِ.. أُحِبُّكِ.. أُحِبُّكِ».
لكن صِدْقا مَن تكون حواء هذه؟!
عرفتُها عن قرب، عرفْتُها أكثر مما يُتاح لامرأةٍ أن تَعرفَ امرأةً. عرفتُها على مدار حكايات عشقه لها وتغزله بها، وكلما ضبط كلامَه على عقارب ساعتها كنتُ أُحَيِّيها في سِرِّي وأَرْفَعُ لها القبعةَ وأغبطها..
كنتُ أغبطها على تقديره لها كل التقدير إلى الدرجة التي تَجعله يَرسم لمحدِّثِه صورةً عنها تُتَوِّجُها مَلِكَةً على العرش (عرش قَلْبِه) وتَرْفَعها إلى مَصَافِّ القِدِّيسات..
وَيْله الرجُل الذي ما أن يَفْتح المحيطون به سيرةَ زوجته حتى يَذْكُرَ عيوبَها ومساوئها (بما فيها وما ليس فيها).. بل كأن الرجُلَ النكرةَ يَنْتقص من شأن زوجته إلى الدرجة التي تجعل منها «أمّنا الغولة» الهاربة من حكايات الجدّات!
أمّا هذا المجنون بمولاته والمفتون بسيدة حياته، فكيف لا تَحترمه وأنتَ لا تَجِدُ إلا أن تَحترمَه إلى آخر مدى، لا لشيء سوى لأنه يُعطيك درسا في مفهوم الشراكة الزوجية وكيفية الاحتفاء بالشريكة، ويُرَبِّيكَ على أخلاق الاعتراف بنصفِكَ الآخَر حتى تَكونَ جديرا بأن يَعترفَ بك نصفُكَ الآخَر..
الحياة مَدْرسة، مَدْرسة كبيرة، منها نَتعلم، وفيها نَتَخَرَّجُ بشهادات عُلْيا تُرَسِّخ عندك المبادئَ وتَرسم لكَ الخطوط العريضة لِتَكون زوجا ناجحا وتَكون محظوظا بزوجة ناجحة بفضل الصورة المكتملة التي تَنْقلها عنها للآخرين بمناسبَةٍ وبدون مُناسَبَة..
من هذا المنبر أَصْدَق وأرقّ تحيةٍ لزوجة المجنون بُحبِّها، بينما كَفَّا عقلي وقلبي تُصَفِّقان بقوة لهذه الزهرة من الجنس الناعم التي تستحق كُلَّ التقدير والاحترام نظير إنجازاتها وتضحياتها والاعتراف بكفاءاتها ومؤهلاتها لِيَكون مَن جُنَّ حُبّاً لها وشَغَفاً بها مُحِقّاً في تتويجها بِلَقَب مَلِكَة كَوْن القَلْب..
نَافِذَةُ الرُّوح:
»صِفْر على اليسار يَرسم بأصبُعَيْ قلبِه المفتوح ولسانِه الْمُعَطَّل علامة (V) لصِفْر على اليمين».
«عندما ينتهي العِطر، اِحْفَظْ قارورةَ الذكريات».
«البطولة أَلاَّ تُطْفِئَ شمعة.. البطولة أن تَمْسَحَ دمعة مهما كلَّفَتْكَ من ضَوْءِ عينيك».
«بَيْنَ عُودِ الثقاب والبنزين ما بَيْنَ رأسِ شيطانِ رَغَباتِك وحَبْلِ إيمانك».
«هل من الحِكمة أن يَشكو فأرُ التجارب سُخْطَ قَدَرِه لِقِطَّةٍ تَرْسم على صَدرها حمامةَ سلام؟».
«ميكروفون يُغازِلُ طَبْلاً: متى نحقق الاكتفاء الذاتي؟!».

بقلم : د. سعاد درير
copy short url   نسخ
19/01/2017
2837