+ A
A -
في حرب كذا.
المقامة حاليا على أرض سوريا.
برعاية أميركا وتحت إشراف الأمم المتحدة.
وبحضور جماهيري بلغ ملايين العرب من المحيط إلى الخليج.
ونقل فضائي تعدى القارات الخمس ووصل إلى أهل زحل والمريخ والزهرة.
في هذه الحرب سبعون طائفة مسلمة، يقاتل بعضها بعضا، ويقتل بعضها بعضا، هذه الطوائف مسلمة بحسب الهوية لا بحسب النية.
يواجه المسلم «أ» المسلم «ب» فيقتله، فينشرون أن المسلم «ب» مات شهيدا.
ثم يموت «أ» الذي قتل المسلم «ب» فينشرون أيضا أنه مات شهيدا.
المسلم «ج» هذا استخبارات أصلا وعميل لدول معادية، وهذه المعلومة يعرفها حتى أبو بركات البقال، لكنه حين مات في المعركة نشروا أنه مات شهيدا.
المسلم «د» جبان ابن جبان، ومات بنيران صديقة في المعركة، لكنهم أيضا ينشرون أنه مات شهيدا.
المسلم «هـ» ملحد وبعمر أمه ما صلى ركعة لله، مات وهو يزرع لغما، وينشرون أنه مات شهيدا.
هذه الأيام موضة الشهادة تعدت شرط أن يكون الشهيد مسلما ولو بالهوية، فحتى غير المسلم يكون شهيدا، وشهيد بالمعنى الإسلامي للشهادة وليس حسب ديانته، بمعنى أنه لا يصلى عليه ولا يكفن، ويدخل الجنة من أوسع أبوابها، ويزوج بسبعين من الحور العين، ويشم بجسده رائح المسك، ويشفع بسبعين من أهله يدخلهم معه الجنة.
هذا ما أقره مؤخرا بعض العلماء في دولة مسلمة عربية كبيرة اسمها مصر.
عالم سني من الشام قال وعلى الهواء مباشرة لو أن بوتن مات سيكون شهيدا بإذن الله..
واضح أن الجميع في هذا الزمان أصبحوا شهداء إلا الشهيد نفسه، هو الوحيد الذي يعتبر قتيلا .

بقلم : بن سيف
copy short url   نسخ
19/01/2017
1237