+ A
A -
يقول أحد الفلاسفة عـن لغة العيون: إن العـين تـنطق بكل اللغات ولا تحتاج إلى مترجم، والعـين عادة تكون أصدق من اللسان، فالصّب المحب كما يقولون تـفضحه عـيونه، وإذا مدحك شخص ما فانظر إلى عـينيه لـتعـرف ما إذا كان صادقا أم كاذبا.
لقد صنفوا العـيون إلى عـدة أنواع، فهناك العـيون المريبة، والمتوحشة، والعـيون الخائفة، والعـيون الوديعة، والعـيون الجريئة، وأخيرا.. العـيون الوقحة.
والعـين تـتكيف حسب حالة الإنسان، فإذا غـضب احمرت عـيناه، وإذا عـشق ذبلت، وإذا فـرح برقـت.. والعـيون الذابلة تغـنى بها عـدد من الشعـراء واعـتبروا( ذبول) العـين دليلا عـلى جمال المرأة في حين أن الطب يعـتبر أن هـذا الـذبول ليس إلا دليلا عـلى إصابتها بالـرمد أو الإنفلونزا.!
وأنواع النظرة لها عـدة مسميات، فإذا غـضب الإنسان عـلى أحـد قالوا عـنه أنه نظر إليه شزرا أو شقه بنظرة، ويقولون للخائف أنه «حـدّج «وللمتعجب «شفن» وحملق، ورنا، الخ، وحجم العـين أيضا له دلالة معـينة.. فالعـين الصغـيرة يسمونها خوصاء والعـين الواسعة يطلقون عـليها نجلاء .
ولكن العـين الواسعة هي التي تغـزل بها الشعـراء وشبهوها بعـين الغـزال، والعـين الواسعة كما يقال أقـدر عـلى قـوة النظر من العـين الصغـيرة، لذلك فهي كبيرة في الغـزال والأرنب والقط وهـذه الحـيوانات معـروفة بحـدة نظرها حـتى في اللـيل، أما الخنزير ووحيد القرن فعـيونهما صغـيرتان وهما معـروفان بضعـف البصر ولكن هل بالإمكان معـرفة مميزات أي إنسان من خلال سعة أو حجم أو شكل عـينيه.؟
يقال أن أصحاب العـيون الواسعة أناس يتصفون باليقظة وصفاء الذهـن وسرعة الانتباه، وأن أصحاب العـيون الجاحظة يتعلمون اللغات بسهولة واقـتدار، والعـين الـتي تحيط بها التجعـدات، صاحبها يتصف بالوفاء والصفاء، فإذا وعـد وفى، لـذلك ينبغي عـلى من يريد أن يقـرض أحـد ما مالا ً، أن ينظر إلى عـينيه أولا، ثم يحدد المبلغ.
أما لون العـين فقد اختلف عـليه العـرب والأجانب، فـفي أوروبا يرون أن الجمال لا يكون إلا في زرق العـيون بينما يرى العـرب أن صاحبها يتصف بسوء الأخلاق، والعـين السوداء التي لا تعجب الأوروبيين فقد قسمها أحد المختصين إلى أربعة أنواع: عـين صغـيرة براقة صاحبها معجب بنفسه وعـين غائرة وهي عـين الولهان المخلص في حبه والعـين الناعـسة، وهـذه تجدها في نساء تركيا كما يقول هـذا المختص في رأيي الشخصي أرى أن المرأة العربية هي صاحبة العـين الناعـسة، والعـين الكبيرة أو الواسعة وهـذه لها وقع المطرقة عـلى القلب وهي التي تصيب المحب بالضربة القاضية.
إن العـين هي أكثر عـضو معـبر في جسم الإنسان، فالمحب تعـرفه من نظرته أما الكاذب فـتفضحه عـيناه، ونظرة متفـرسة إلى وجه مجرم يمكن أن تكشفه، لذلك يلجأ المهربين إلى ارتداء نظارات سوداء لإخفاء عـيونهم خوفا من اكتشافهم عـن طريق تغـيير نظرة العـين.
وأخيرا ً.. هـناك عـيون ندعـو الله سبحانه أن يكفـيكم شرها، نعم.. هـذا صحيح، إنها عـين الحسود.!

بقلم : سلطان بن محمد
copy short url   نسخ
18/01/2017
4846